أمد/ تل آبيب: كشفت القناة 14 العبرية مساء يوم الأحد، عن تفاصيل جديدة تتعلق بسلوك سلاح الجو الإسرائيلي في الساعات التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر 2023، مشيرة إلى سلسلة من الإخفاقات في نقل المعلومات واتخاذ القرار داخل القيادة الجوية، أسهمت في المفاجأة الكاملة التي تعرضت لها إسرائيل صباح ذلك اليوم.

ووفقًا للتقرير الذي عرضته القناة، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تحقيقًا داخليًا بعد وقت قصير من الهجوم، لكنه أُبقي طيّ الكتمان لعدة أشهر. وكشف التحقيق أن أجهزة الاستخبارات الجوية رصدت قبل ساعات من الهجوم تحركات غير اعتيادية لطائرات مسيّرة هجومية تابعة لحماس في أكثر من موقع داخل قطاع غزة، إلا أن تلك المعلومات لم تُمرَّر إلى القيادات العليا، وبقيت داخل أروقة جهاز المخابرات الجوية.

وأضاف التقرير أن قائد سلاح الجو اللواء تومر بار لم يتم إبلاغه بما يجري في الوقت المناسب، حيث بقي نائمًا حتى الخامسة فجرًا، رغم تلقي عدد من ضباطه تقارير تشير إلى مؤشرات ميدانية مثيرة للقلق. وأوضح أن رئيس فرع العمليات في الجيش الإسرائيلي، العميد شلومي بايندر، حذّر في الثالثة وعشرين دقيقة فجرًا من ضرورة “أخذ التحركات على محمل الجد”، غير أن القيادة الجنوبية وفرقة غزة أكدتا في حينه أنه “لا توجد تطورات تستدعي القلق”.

وبحسب الوثائق التي عرضتها القناة، فإن الاستخبارات الجوية رصدت في نحو الرابعة فجرًا نشاطًا مكثفًا وغير اعتيادي لطائرات حماس المسيرة، لكن البيانات ظلت محصورة داخل الجهاز ولم تُرسل إلى قيادة الأركان. وبعد أقل من ساعتين، عند السادسة والنصف صباحًا، بدأ الهجوم في وقت كانت فيه القوات الجوية الإسرائيلية في أدنى درجات التأهب.

وأشار التقرير، إلى أن نتائج التحقيق الداخلي الأولي، الذي عُرض في فبراير 2024 في قاعدة بلماخيم الجوية، كانت “مقلقة إلى درجة دفعت قادة الجيش بعد شهر فقط إلى إلغاء نتائجه وفتح تحقيق جديد”، في خطوة أثارت تساؤلات حول مدى الشفافية في معالجة الإخفاقات.

وبحسب القناة العبرية، فإن هذه النتائج تتناقض مع الروايات الرسمية التي أعلنت لاحقًا، وتكشف عن فشل استخباري وقيادي واسع في التعامل مع مؤشرات مبكرة للهجوم. ويأتي نشر التقرير في وقت تستعد فيه لجنة ترجمان الرسمية لإصدار نتائج تحقيقها النهائي حول أحداث 7 أكتوبر، وسط ضغوط متزايدة على قيادة الجيش والحكومة لتوضيح المسؤوليات وتحمّل التبعات.

شاركها.