اخر الاخبار

” قمة فلسطين ” والتحديات التي تواجهها خطة الأعمار المصرية

أمد/ قمة القاهرة الطارئة وقد أطلق عليها ” قمة فلسطين ” بمثابة رسالة للعالم أجمع والأخص للرئيس الأمريكي ترمب أن القضية الفلسطينية هي مفتاح الأمن والسلام في المنطقة وهناك إجماع عربي على الخطة المصرية لأعمار غزه ومنع التهجير تحت رايه عربيه تقودها مصر تطالب بتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة، وجاءت هذه القمة الطارئة لترسيخ مبدأ حل الدولتين، استنادًا إلى حدود عام 1967، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد القادة العرب بالقمة العربية الطارئة أن خيار السلام يظل المسار الأمثل والأقرب والأحب لشعوب المنطقة، بل كل شعوب الأرض، لكنه لا ينفصل عن تحقيق العدالة لقضية العرب الأولى، فلا مجال للتنازل عن الثوابت التي أجمع عليها الموقف العربي منذ بداية الصراع، إذ يبقى التمسك بالحق الفلسطيني التزامًا لا يقبل المساومة، في ظل وحدة الصف العربي لنصرة هذه القضية العادلة.

ولعل محاولات الاحتلال الإسرائيلي تصدير “تهديدات” غزة، كانت جزءً لا يتجزأ من الرؤية التي تبناها لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تجلت في دعوات صريحة، على غرار تهجير الفلسطينيين، بينما خرجت في إطار ضمني، عبر خطاب إسرائيلي تبنى الحديث عن القطاع وما يمثله من تهديد، وهو ما يحمل في طياته استبدالا للقضية الأم بأخرى، كما يهدف إلى تجزئتها إلى قضايا أخرى أصغر، انطلقت من غزة، ثم جنوب لبنان، وسوريا، ومنها إلى اليمن وأخيرا الضفة الغربية، وهو ما ترجمته الاعتداءات الإسرائيلية خلال خمسة عشر شهرا كاملة، وهو ما يهدف في الأساس إلى صرف الأنظار عن فلسطين وقضيتها، تمهيدا لتصفيتها تماما، وبالتالي تقويض الشرعية الدولية القائمة على حل الدولتين، وهو الأمر الذي رفضته العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر والأردن والسعودية ونجحت عبر دبلوماسيتها في حشد المجتمع الدولي لدعم وتأييد الحق الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس

وفي الواقع، تعد” قمة فلسطين ” بمثابة امتدادا لفكرة الحوار الذي تتبناه الدولة المصرية ومعها العديد من الدول العربية ، وهو ما بدأ منذ انعقاد قمة القاهرة للسلام، والقمتين العربيتين الإسلامي في الرياض ، والهدف يكمن في تحقيق توافقات دولية وإقليمية حول الثوابت العربيه ، في حين أن قمة فلسطين الطارئة استهدفت تعزيز التوافق فيما يتعلق بالخطة المصرية، لإعادة إعمار غزة، دون تهجير سكانها، وهو ما يمثل محور الاجتماع، بينما يضفي المزيد من الشرعية الدولية لفكرة الرفض التام والمطلق للتهجير، وهو الهدف الرئيسي للدولة العبرية، والتي باتت لا تراهن على شيء سوى دعم الولايات المتحدة.

شرعية الرؤية المصرية العربية، استلهمتها من الحضور الكبير للقمة، والذي لا يقتصر على الجانب العربي، وإنما في وجود ممثلين عن العديد من الأقاليم الجغرافية المؤثرة في العالم، منها القارة الإفريقية، في ظل وجود رئيس أنجولا، جواو مانويل جونكالفس لورينسو، باعتباره رئيس الاتحاد الإفريقي، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ممثلا عن أوروبا، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ناهيك عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

ان نجاح قمة فلسطين الطارئة في القاهرة ، لا يرتبط فقط بالخطة المقدمة من مصر وتمريرها ودعمها عربيا، وإنما تجاوزت هذا الإطار عبر تقديمها إلى العالم كرؤية عربية، في إطار حالة من “الحوار بين كافة مكونات المجتمع الدولي”، تقوده المنطقة العربية، في وجود القوى الاقليمية الأخرى المؤثرة والمرتبطة تاريخيا بالقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يستتبعه بالضرورة جهود دبلوماسية من قبل المنظومة العربية، تحت مظلة جامعة الدول العربية، لتسويق هذه الرؤية عالميا، ومجابهة المقترحات الأخرى القائمة على ترحيل الفلسطينيين من مناطقهم، في ظل ما تحمله من انتهاك لحقوق ملايين البشر، تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

وشدد البيان الختامي على رفض الدول العربية القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوي باعتبار ذلك انتهاكا جسيما للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا، وكذلك إدانة سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.

وهنا تكمن أهمية وضرورة التوافق على آلية وخطة استراتجيه لتسويق الخطة المصرية للأعمار ومواجهة كل التحديات والعقبات التي تفتعلها إسرائيل وإعلان الرفض الأمريكي للخطة دون مناقشتها وبحث آلية تنفيذها مع الدول العربية ، وفي هذا السياق، صرّح برايان يوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بأن “سكان قطاع غزة لا يمكنهم العيش بشكل إنساني في منطقة مدمرة ومليئة بالذخائر غير المنفجرة”.

كما شدد على أن ترامب متمسك برؤيته لإعادة إعمار غزة دون وجود حركة حماس، وذلك رغم المعارضة الواسعة لهذه الخطة في العديد من دول العالم ، جاءت التصريحات الأمريكية بعد أن أقرت قمة جامعة الدول العربية، التي انعقدت يوم الثلاثاء، الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تسعى إدارة ترامب إلى إشراك بلاده في استيعاب جزء من اللاجئين الغزيين، أنه “لن يكون هناك سلام حقيقي دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.

بدوره، أعلن الملك عبد الله الثاني أن “الأردن يدعم الخطة المصرية، ويرفض بشكل قاطع أي مخطط لترحيل الفلسطينيين قسرًا، ويؤيد إعادة أعمار قطاع غزة”

وأعلنت إسرائيل رفضها للخطة . وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا اعتبرت فيه أن “البيان الصادر عن قمة جامعة الدول العربية لا يعكس الواقع بعد 7 أكتوبر 2023، ولا يزال متجذرًا في مفاهيم قديمة”وأضاف البيان أن “الهجوم الذي شنته حركة حماس، والذي أسفر عن مقتل الآلاف من الإسرائيليين واختطاف المئات، لم يذكر في البيان، كما لم تتم إدانة هذه المنظمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *