قضية الصحراء الغربية تأخذ أبعادا دولية
مرّت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى السرعة القصوى في قضية دوس “الكاف” على المبادئ الأساسية التي بنت عليها لوائحها والمتعلقة بوجوب تفادي تمرير رسائل سياسية في المباريات الكروية، واختارت “التحكيم الدولي”، عن طريق إيداع طعن على مستوى محكمة التحكيم الرياضي بلوزان، ضد قرار لجنة استئناف الهيئة الكروية القارية بقبول ارتداء نادي نهضة بركان المغربي لقمصان تحمل خريطة تغتصب فيها الأراضي الصحراوية.
ولأن الأمر يتعلق بمواد واضحة في لوائح “الكاف” و”الفيفا” والميثاق الأولمبي وحتى في قوانين “بورد الدولية”، وهي الهيئة المشرعة لقوانين كرة القدم، فإن “الفاف” ارتكزت، أمس، وهي تودع رسميا شكوى على مستوى “تاس” لوزان، على المواد القانونية التي تؤكد بشكل واضح منع وجود صور أو شعارات أو كتابات على قمصان الأندية تحمل البُعد السياسي، حتى تثبت لمحكمة لوزان بأن “الكاف”، عن طريق لجنة مسابقاتها وعن طريق هيئته القانونية وهي لجنة الإستئناف، اتخذت قرارا تعسفيا غير مسبوق، يسمح باغتصاب أراضي الدول، خاصة وأن جمهورية الصحراء الغربية هي دولة قائمة بذاتها بأرضها وسيادتها، وقضيتها مسجلة على مستوى هيئة الأمم المتحدة في إطار حسم القضايا المتعلقة بتصفية الإستعمار.
ولأن هيئة الأمم المتحدة تعترف بأن الأراضي الصحراوية ليست مغربية، من خلال الخريطة الرسمية التي تبرز الحدود الصحراوية مستقلة عن الأراضي المغربية، فإن “الفاف” حرصت على جمع كل المواد القانونية في لوائح الهيئة الرياضية، والإستدلال بقميص نادي نهضة بركان المغربي للتأكيد على أن تلك الخريطة تحمل رسائل سياسية من الطرف المغربي ترتكز على تزكية اغتصاب الأراضي، بتواطئ من الهيئات الدائمة والقانونية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بما يستدعي إبطال “التاس” لقرارات هيئات الكاف التي منحت الضوء الأخضر لنادي بركان لارتداء ذلك القميص وعليه خريطة تغتصب فيها الأراضي الصحراوية.
واستعان رئيس “الفاف”، وليد صادي، المتواجد منذ أول أمس بمدينة لوزان السويسرية رفقة الأمين العام نذير بوزناد، بثلاثة مكاتب محاماة أجنبية متخصصة في القضايا الرياضية، وهي مكاتب من فرنسا وإيطاليا وسويسرا، بغرض دعم الملف الجزائري على مستوى محكمة التحكيم الرياضي، حيث أودعت “الفاف”، أمس، رسميا، الطعن بمحكمة لوزان وسددت التكاليف المتعلقة بالتسجيل وقدرها ألف فرنك سويسري، وطلبت الطابع الإستعجالي لدراسته، على اعتبار أن “الكاف” تسير لإجراء لقاء الإياب بين إتحاد الجزائر ونهضة بركان، بملعب هذا الأخير، في إطار إياب نصف نهائي كأس “الكاف”.
كما طلبت “الفاف” من “الكاف” تأجيل برمجة مباراة الإياب بين الفريقين، إلى حين النظر في القضية المتعلقة بقدوم نادي نهضة بركان إلى الجزائر بتلك القمصان “غير القانونية”، على اعتبار أن “الكاف” اختارت مواصلة السير في نهج التعسف وإعلان إتحاد الجزائر خاسرا على البساط بنتيجة 3 / 0 في مباراة الذهاب، رغم أن الفريق الجزائري كان حاضرا فوق أرضية الميدان دون الفريق المغربي الذي رفض اللعب، بتواطئ من ممثلي “الكاف”، رغم حصوله على قمصان بألوانه ومن جودة عالية خالية فقط من الخريطة.
وفي الوقت الذي حاولت “الكاف” الضغط على الطرف الجزائري بعدم الإعتراف بدوسها على القوانين وفرض الأمر الواقع على نادي إتحاد الجزائر وعلى الإتحادية الجزائرية، فإن رئيس “الفاف”، وليد صادي، وهو يدافع عن مبدأ ثابت، تحرك بسرعة نحو “تاس” لوزان”، ما منح قضية الصحراء الغربية، من بوابة كرة القدم، بُعدا دوليا أكثر، وجعل “الكاف” في حرج، خاصة وأن عديد من “قضايا التحكيم الدولي” على مستوى “تاس” لوزان، شهدت خسارة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي تحوّلت تحت ضغط مغربي، إلى مجرد هيئة خارجة عن القانون.