قصة تلميذتين ضحيتي الهدر المدرسي عادتا إلى المدرسة بعد حملة تحسيسية لمؤسسة الفقيه التطواني ومديرية الخميسات (فيديو)
هاجر وابنة عمها حليمة طفلتان في المستوى السادس ابتدائي، انقطعتا عن الدراسة منذ بداية الموسم الدراسي الحالي 20222023، بسبب بُعد مكان سكنهما عن المدرسة في منطقة قروية نواحي مدينة الخميسات، لكنهما اليوم سعيدتان بالعودة إلى حجرة الدراسة ولو في منتصف السنة الدراسية، بفضل جهود بذلتها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالخميسات، ومؤسسة الفقيه التطواني التي أطلقت برنامجا لمحاربة الهدر المدرسي وتشغيل الأطفال بشراكة مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات.
حليمة وهاجر تتابعان الدراسة في القسم مع تلاميذ المستوى السادس ابتدائي بمدرسة عمر ابن الخطاب الكائنة في فرعية سيدي الشباني، بجماعة سيدي الغندور بإقليم الخميسات، وقالت حليمة وهي مبتسمة، “سوف أواصل الحضور للمدرسة بعد الانقطاع وأنا حريصة على ضمان مستقبلي”. واضطرت الطفلتان إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب بعد المدرسة عن منزلهما في الدوار بحوالي 3 كيلومترات عبارة عن مسالك صعبة وخالية من السكان وتزداد صعوبة مع تهاطل الأمطار. وبعد جهود بذلتها المديرية الإقليمية بتعاون مع مؤسسة الفقيه التطواني التي أطلقت حملة تحسيسية في الإقليم، تمكنت الطفلتان من العودة إلى المدرسة بعد إقناع والد حليمة بتحمل عبء مرافقتهما يوميا من الدوار إلى المدرسة. يقول أحمد عطار، “شقيقي مريض ولم أكن أرغب في انقطاع البنتين عن الدراسة ولكن نخشى عليهما من الخطر في الطريق الموحش”، وأضاف “سوف أبذل جهدي لمرافقتهما إلى المدرسة لكن حين ستنتقلان إلى السكن في داخلية المدرسة الإعدادية في الخميسات، سأحتاج للمساعدة خلال نقلهما خلال نهاية الأسبوع إلى البيت وإعادتهما”.
ويقول أبو بكر الفقيه التطواني، إنه قام بزيارة للمدرسة التي تدرس بها حليمة وهاجر، للوقوف على عملية عودتهما، وقال “نحن سعداء لكون الحملة التحسيسية التي أطلقناها أتت أكلها” مضيفا أنه “سوف نواصل التعاون مع المديرية الإقليمية في الخميسات في الميدان، وقريبا سوف ننظم حفلا لمجموعة من التلاميذ والتلميذات العائدين لحجرات الدراسة بعد انقطاعهم”.
وتقول ماجدولين العلمي، رئيسة جمعية إنصات في الخميسات، التي ساهمت في جهود إعادة البنتين إلى المدرسة، إنها تلتزم بتأمين نقل التلميذتين حين تصلان السنة المقبلة إلى الإعدادي، وأضافت في حديث مع “اليوم 24″، إن حليمة وهاجر، كانتا ستضيعان لو لم يتم إعادتهما إلى المدرسة.
ويقول نورالدين شنا، رئيس جمعية مديري التعليم الابتدائي في إقليم الخميسات، إن حوالي 300 طفل وطفلة من التعليم الابتدائي، غادروا الدراسة ثم عادوا مؤخرا، بفضل الحملة التي أطلقتها مؤسسة الفقيه التطواني بتعاون مع المديرية الإقليمية بالخميسات، مضيفا “نحن سعداء بعودة هؤلاء التلاميذ وسوف نتابع وضعيتهم في المدرسة” وأضاف “معظم المنقطعين عانوا من مشاكل اجتماعية، أو من بعد المسافة بين البيت والمدرسة، ومن التلاميذ من خرج للعمل”. وقال إن الآباء يخشون على بناتهم من التعرض لمكروه في الطريق من قبيل الاعتداء الجنسي”.
من جهته قال موسي ترشيح، مدير مجموعة مدارس عمر ابن الخطاب، حيث تدرس الطفلتان حليمة وهاجر، إن عدة فاعلين تدخلوا لإعادة الطفلتين إلى المدرسة سواء إدارة المدرسة أو المديرية الإقليمية أو السلطات المحلية وممثل الساكنة، وأضاف أن مؤسسة الفقيه التطواني كان لها الفضل في التحسيس بظاهرة الهدر والحث على عودة التلاميذ المنقطعين.
لم يتبق سوى ثلاثة أشهر على إكمال الدراسة في يونيو المقبل، وسوف تتمكن هاجر وحليمة من الانتقال إلى الإقامة في داخلية إحدى المدارس الإعدادية في الإقليم، وهما تحتاجان لمزيد من الدعم حتى يتحقق حقهما في التمدرس مثل سائر الأطفال..