قصة أمٍّ تفجعُ بأبنائها التسعة في غارة إسرائيلية وحشية.. الاء النجار الجرح الذي لن يندمل

أمد/ في عالم تَطحن فيه الحروب الأبرياء وتُزهق الأرواح دون رحمةٍ تبرز قصصٌ كثيرةٌ تُختزل فيها مأساة شعب بأكمله، الاء النجار الطبيبةُ الفلسطينية التي فُجعت بتسعةٍ من أبنائها دفعةً واحدة.. ليست مجرد حكاية ألمٍ عابر بل هي صرخةٌ مدويةٌ في وجه العالم الذي يتفرج على جرائم الحرب الصهيونية على مرأهُ ومسمعهُ … فقدت هذه الأم الطبيبة أبناءها التسعة في غارةٍ همجيةٍ تُثبتُ النازيةَ المقيتة التي يتعامل بها الصهاينة تجاه أصحاب الأرض! لم تُبقِ منهم إلا ولداً واحداً يعاني من جروح خطيرة وزوجٍ أيضاً بين الحياة والموت.
تلك هي المأساة التي يعيشها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين الابية من جراء الغطرسة الصهيو أمريكية التي تعتبرهم مجرد ارقام لابد أن تتناقص ليكون الأمر أكثر سهولةً في تهجيرهم كم يخططون.. متناسين أن الفلسطينيون كالأشجار لا يمكن أن تقبل أرضٍ غير أرضهم التي ولدوا ونشأوا وتربوا فيها.
من هي الدكتورة الاء النجار؟
الاء النجار ليست مجرد ضحية من ضحايا العدوان الإسرائيلي بل هي طبيبة مكافحة كرست حياتها لإنقاذ المرضى في ظل الحصار والعدوان والهمجية التي يتعامل بها الصهاينة منتقمين من الإنسانية المتمثلةُ في طفل يئن جوعاً والماً وفقدا.. تعمل في مستشفى مكتظ بجرحى الحرب، فتُنقذ الأرواح يوماً بعد يوم دون أن تعلم أن القصف الإسرائيلي سيأخذ منها أغلى ما تملك لتراهم بالمستشفى أشلاء متفحمة.
عندما يتحوّل المنزل إلى مقبرة
في ليلة لم تختلف عن سابقاتها في غزة حيث القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف استهدفت طائرات الاحتلال منزل الدكتورة الاء…. لم تكن الغارةُ عابرةً بل كانت مدروسة لضمان أكبر قدر من الدمار فأحالت المنزل ركاماً وما تحتهُ أشلاء متفحمةٍ تظهر أي حقدٍ ولؤمٍ يتعامل به الصهاينةُ تجاه شعبٍ أعزل يُقاوم من أجل الحياة الةً حربيةً هائلة وبمباركةٍ أمريكية ودعمٍ لا محدود.
فأبناؤها التسعة الذين كانوا يملؤون البيت ضجيجاً وحياة تحولوا بلحظاتٍ إلى جثث محترقة ولا زالت الجرائم تتوالى.
الطفلُ الوحيد الذي نجى سيواجهُ إذا ما كتبت لهُ النجاةُ من الهمجيةُ التي لم تتوقف لحد اللحظة جروحاً بالغةً ستُغير حياتهُ ووالدتهُ إلى الأبد.
أما زوجها المكلومُ والمفجوعُ بأبنائهِ فما يزال بين الحياةُ والموت نتيجةَ إصابتهُ بجروحٍ خطيرةٍ ليُترك مصير العائلة معلقاً كحياتهِ بين الموت والحياة أيضاً.
تواطؤ العالم مع الجريمة
وفي الوقت الذي تُنتهك فيه كل قواعد القانون الدولي والإنساني يقف العالم صامتاً ومتواطئاً مع الجرائم الإسرائيلية التي لم تُسبق [أي بقعةٍ من الأرض! ولو كانت الضحية من غير الفلسطينيين لتحركت الأمم المتحدة والمنظمات الداعيةُ للسلام لكن دماء الفلسطينيين تُسفك دون أي رقيبٍ أو حسيب.
فأين الضمير العالمي من طبيبة أنقذت حياة الآخرين لتفجع بكل أسرتها دفعةً واحدة!
أين محكمة الجنايات الدولية التي تتجاهل جرائم الحرب الصارخة لتعرض لتُراهاتٍ نتيجة الخوف من العقوبات الأمريكية التي جعلت العالم غابةً كبيرة يأكل القوي فيها الضعيف وتترك جرائم عصابةٍ استولت على ارض غيرهم بمباركة العالم والآن تستعمل كل أسلحة الدمار في العالم لقتلهم وتجويعهم دون أن يتحرك العالم لإيقاف تلك الآلة الهمجية والعدوانية!
الاء النجار رمزٌ لكل أم فلسطينية
قصة الاء ليست استثناءً بل هي جزءٌ من سلسلةِ معاناةٍ للأمهات الفلسطينيات اللواتي يفقدن أبناءهن تحت القصف أو في سجون الاحتلال بلا انتهاء… فكل أمٍ في غزةَ تعيشُ نفس الكابوس لكن العالم لا يُريد أن يُصغي لآنينهن وصراخهن.
هل من عدالة؟
اليوم تقف الاء والعديدُ من الأمهاتُ الفلسطينيات وحيداتٍ أمام ركام المنازل دمّرتها آلة الحرب الإسرائيلية، وأمام جثث الأطفالِ الذين حرموا من أبسط حقوقهم في الحياة بأمانٍ وكرامةٍ دون جوعٍ وتهديدٍ وخوف… وهنا سؤالٌ يفرضُ نفسه على العالمِ أجمع:
إلى متى سيظلُ هذا الظلم؟ وإلى متى سيبقى العالم يدير ظهره للجرائم التي ترتكب باسم الدفاع عن النفس الزائفة والكاذبة؟
قصة الاء ليست مجرد خبرٍ عابرٍ بل هي تذكيرٌ بأن المقاومة ليست بالسلاح فقط بل بالصمود والصبرُ أيضاً… وإن الظلمَ مهما طال لابد سينتهي، والحق للشعب الفلسطيني في الحرية والعودة لا ولن يُنسى.