أمد/ كتب حسن عصفور/ البيان الختامي لمنظمة التعاون “الإسلامي” يوم 25 أغسطس 2025، طالب بضرورة وقف حرب غزة، ووضع لها كل “الأوصاف” التي أطلقت عليها منذ يوم مؤامرة نتنياهو 7 أكتوبر، والتي نفذتها بإتقان مطلق حركة حماس الإخوانجية، من اعتبارها جريمة حرب إلى إبادة جماعية.
من يقرأ بيان المنظمة الإسلامية الجامعة، يعتقد أن اليوم التالي سيكون مشهدا تغييرا حاسما، نحو مواجهة دولة العدو الاحلالي بعدما تجاوزت كل ما هو “ممكن عقليا” في عمليات الإعدام العلنية التي تنفذها، بالتوازي مع احتقارها لكل المؤسسات بما فها الإسلامية والعربية، فرادى وجماعات.
وكانت المصادفة الزمنية لموعد اجتماع جدة الإسلامي، مع يوم اغتيال 6 صحفيين على الهواء، مع 20 مواطن، فقط لأنهم يقومون بعملهم المهني كما أي صحفي خلال حروب، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ما دام الغزو الاحتلالي مستمر.
منطقيا كان متوقع ربط بيان المنظمة الإسلامية خطوات عملية، مع تطور الغضب العالمي ضد حكومة الفاشية اليهودية، المقترن بخطوات عملية محددة، تجسدت في مواقف متعددة، من أستراليا إلى البرازيل مرورا بالنرويج وهولندا، وبينها إيرلندا وغيرها، دول ومؤسسات قررت أن تنسحب من أي استثمار يغذي الحرب العدوانية، ومنع استقبال سفير، ووقف تصدير أو شراء أسلحة، ومقاطعة لشركات مغذية الإبادة، واستقالات من حكومات رفضا لعدم معاقبة دولة الكيان.
دون التوقف عند مسيرات احتجاجية مستمرة في غالبية دول العالم (غير العربي والإسلامي)، وباتت مظهرا يوميا يمثل صداعا لكل مناصري الفاشية المعاصرة، بل أنها أدخلت الرعب لك من يرفع راية أو شعار يدل بأنه لتلك الدولة الشاذة، مظاهر حصرها بات معقدا، تخرج فقط لبعد إنساني أخلاقي، بلا مصالح أو مرابح.
ومؤخرا دخلت دول عدة من تلك البلدان على خط إرسال “المساعدات الإنسانية” كي لا يقال إن “الأشقاء” عربا ومسلمين ينفردون بها، ما يضيف وجها آخر لمواقف لم تكن ضمن حسابات سياسية سابقة، خاصة تطور الموقف الفرنسي السريع وكذا البريطاني وكسر ألمانيا عقدة “الهولوكوست”..
بالمقابل، ماذا قدم الأشقاء من فعل لوقف حرب التطهير الإبادي ضد الفلسطينيين، إعداما وتدميرا في قطاع غزة وتهويدا وضما في الضفة والقدس، خلال 689 يوما، عدا بيانات لم تتوقف عن المطالبة بوقف الحرب، دون أن يكون معلوما لمن هذا النداء، ومن هي الجهات التي عليها أن تمنع استمرار موت الفلسطيني مشروعا وحلما وطنيا، بل وكيانا أصبح جزءا من “خيال سياسي”.
عندما تنتهي منظمة التعاون الإسلامي وقبلها قمم عربية، ولقاءات متعددة تطالب، تناشد، تحذر وتهدد، دون أن تترافق بخطوة عملية واحدة، فهل حقا تريد “المنظومة الشقيقة” وقف الحرب بكل تفاصيلها المركبة، هل من يستقبل قادة دولة العدو ويفتح الباب واسعا لسكانها، سياحة، إقامة، استثمارات غير مسبوقة، عدم المساس بأي شركة أو مؤسسة تقف بكلها داعمة لجيش الاحتلال، يريد حقا وقف موت الفلسطيني..
مؤسسة نرويجية قررت وقف التعامل مع شركة جرافات كبرى تقوم بهدم مساكن وتجرف بيوت، وبنوك داعمة للاستيطان، في حين لم نقرأ خبرا يعلن مقاطعة تلك الشركة الكبرى، بل ربما تجد من يتصدى لذلك.
كيف يمكن للمواطن تصديق بأن قادة “المنظومة الشقيقة” فعلا يريدون وقف حرب الإبادة، وهم يرون أمريكا هي الصديق الوفي المخلص، بل الحامي له، تمنح مفاتيح السماء المالية، في حين كل الشركات اليهودية ورأسمال شريك أصبح حاضرا في مختلف مجالات الاستثمار في بلاد المنظومة الشقيقة.
كيف يمكن مقارنة سلوك رئيس البرازيل لولا دي سيلفا برفض استقبال سفير لدولة الإبادة الجماعية في حين نرى استقبال الفرح لسفير العدو في دول شقيقة.
كيف يمكن أن نقرأ وجود دعم من دول “المنظومة الشقيقة” لترتيبات أمنية سورية مع حكومة الفاشية اليهودية لتعزيز نفوذها الإقليمي، فيما تناشدها بوقف حربها على فلسطين..
قادة “المنظومة الشقيقة”، مساركم وسلوكم جملة وتفصيلا يمثل قاطرة استمرار حرب الإبادة الجماعية على فلسطين الوطن والهوية..إلى أن تقرروا غير ذلك استريحوا من عناء بيانات زيف فريد.
ملاحظة: بعد كل إعدام يقوم به “الجيش النتلري” لصحفيين بيطلع يقولك كان بدوهم يصور حركة الدبابات..على أساس الصحفي مهمته يحمل كاميرا ويقعد يغني..مهزلة لا يمكن تسمعها غير من هيك كيان وهيك جيش..في زمن الهمالة بيعمل أكتر..
تنويه خاص: غريب هاي بلاد الفرس..وسط طوشة قايمة ومش قاعدة بين أستراليا وحكومة الكيان الفاشي..بيطلع سفيرها يعمل شوشرة غريبة عجيبة..فرس يفرسك يا شيخ انت ونظامك.. اللي ما شفنا خير من يوم ما جابوه على حصان فرنساوي..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص