في يوم المرأة العالمي.. الفلسطينيات يعشن مرارة التهجير والحرمان

أمد/ بينما تحتفل نساء العالم باليوم العالمي للمرأة ، تعيش المرأة الفلسطينية واقع مرير ومؤلم نتيجة الحرب المروعة التي تشنها إسرائيل على غزه والضفة الغربية والقدس وقد استهدفت الحرب حصرا النساء والأطفال وحرمتهم من أبسط حقوقهم الإنسانية وأدت إلى مقتل الآلاف من النساء، وإجبارهن على النزوح المستمر على مدار نحو 16 شهرا، فضلا عن حرمانهن من أبسط الاحتياجات الأساسية، مثل المسكن الآمن، والغذاء، والرعاية الصحية.
وفي يوم “المرأة العالمي” الموافق 8 مارس/ آذار من كل عام الذي يخصصه العالم للاحتفال بإنجازات النساء في مختلف أنحاء المعمورة، يتحول اليوم العالمي للمرأة في فلسطين إلى يوم يعكس المعاناة والألم في غزة “المنكوب”.والضفة الجريحة والقدس ، وقتلت إسرائيل خلال إبادتها الجماعية لغزة نحو 12 ألفا و316 سيدة فلسطينية، وفق آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع ، وفي الضفة الغربية 21 أسيرة فلسطينية بينهن طفلة في سجون إسرائيل ، وفي بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس/ آذار كل عام، أفاد نادي الأسير بأن “سياسة اعتقال النساء الفلسطينيات شكّلت إحدى أبرز السّياسات الممنهجة التي استخدمها الاحتلال تاريخيّا بحقّهن، ولم يستثن منهن القاصرات”.
وأشار إلى أنه منذ شن إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وثقت المؤسسات المختصة 490 حالة اعتقال في صفوف النساء بينهن قاصرات ، وذكر النادي أن عمليات الاعتقال للنساء ومنهن القاصرات شكلت أبرز السّياسات التي انتهجها الاحتلال الإسرائيلي وبشكل غير مسبوق خلال الحرب.
وحسب منظمة “هيومان رايتس ووتش”، فإن عدد القتلى الذي نشرته صحة غزة خلال الحرب، لا تشمل أعداد الوفيات بسبب المرض أو ممن دفنوا تحت الأنقاض، حيث قدرت أن ما نسبته 70% من إجمالي الوفيات ، كانت من النساء والأطفال، لافتة إلى أن “مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة” تحقق من من صحة ذلك
فيما قالت المسئولة الأممية ماريس غيمون للصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس، في 18 يوليو/ تموز 2024، إن أكثر من 6 آلاف أسرة فلسطينية فقدت أمهاتها حتى تاريخه.
وكانت مؤسسات حقوقية قد قالت إن الظروف المأساوية التي أفرزتها الإبادة من انتشار للأمراض المعدية، والإصابات الخطيرة، رفعت أعداد الوفيات في صفوف فلسطينيي غزة.
فيما شكلت فئتا النساء والأطفال ما نسبته 69% من إجمالي جرحى الإبادة البالغ عددهم 110 آلاف و725 مصابا خلال أشهر الإبادة، بحسب تقرير لرئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض استعرضت فيه أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي.
وأشار التقرير إلى أن 70% من المفقودين في قطاع غزة والذين يبلغ عددهم حتى 18 يناير الماضي 14 ألفا و222 نتيجة الإبادة، هم من الأطفال والنساء، وفق التقرير.
وخلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، اضطر مليونا شخص نصفهم من النساء للنزوح من منازلهم هربا من جحيم الغارات الإسرائيلية ، بينما تعرضت العشرات من الفلسطينيات إلى الاعتقال وما تخلله من تعذيب وإهمال طبي.
وارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، مجازر جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتقول الأمم المتحدة إن هناك أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في غزة يحتجن إلى منتجات النظافة الشهرية، بالإضافة إلى المياه النظيفة والمراحيض ،
في اليوم العالمي للمرأة ندعو منظمات حقوق الإنسان إلى تكثيف الجهود الدولية لتسريع عملية إعادة أعمار قطاع غزة دون تأخير، وضرورة أعادة سكان المخيمات في شمال الضفة الغربية لاماكن سكناهم وأهمية إبلاء اهتمام خاص للنساء اللواتي تحملن أعباء هذه الكارثة، بتبني برامج دعم نفسي واجتماعي شاملة لعلاج آثار الصدمات النفسية التي يعانين منها جراء حرب الإبادة الجماعية والتهجير وندعو إلى تعزيز برامج التمكين الاقتصادي، لضمان استعادة الحياة الطبيعية وتحقيق العدالة للضحايا من الفلسطينيات، وكذلك ضمان تمثيل النساء ومشاركتهن السياسية الفعالة ومنحهن الدور القيادي في تحديد أولويات التعافي والتنمية.
وفي يوم المرأة العالمي لا بد وأن يستحوذ هذا اليوم على الاهتمام بحقوق المرأة الفلسطينية وعلى وجوب التزام المجتمع الدولي بأحكام القانون الجنائي الدولي ومبادئ العدالة الدولية، واتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة إسرائيل وقادتها والمسئولين عن الجرائم الدولية الجسيمة المرتكبة بحق المرأة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني أمام المحاكم الدولية..