فيلم عن “أطفال غزة خلال الحرب” يفتح نار صهيونية على قناة بي بي سي

أمد/ لندن: اثار فيلم (كيفية البقاء على قيد الحياة في منطقة حرب) الذي بثته قناة “بي بي سي” كفيلم وثائقي يروي قصة ثلاث أطفال وفتاة حامل وضعت طفلها خلال الحرب، من انتاج وإخراج البريطاني جيمي روبرت مع فريق العمل الفلسطينيان من غزة يوسف حمش والمصور أمجد الفيومي، ضجة سياسية وإعلامية واسعة.
تم تصوير الفيلم على مدار أكثر من ثمانية أشهر، حيث تابع فريق العمل التطورات الحياتية للأطفال الثلاثة، وعكس مخاوفهم من القصف والموت، وفرحتهم التي احيانا يسرقونها من وسط الموت، كما يصور الفيلم ردود فعل الأطفال تجاه أصوات القصف، وحتى لحظة اعلان وقف إطلاق النار والوصول إلى توقيع اتفاق التهدئة في غزة.
الشخصية التي تروي أحداث الفيلم، والذي تعرض لهجوم هو الطفل عبد الله اليازوري 14 عاما، يجيد اللغة الإنجليزية، ولديه قدرة على التعبير عن ذاته وقدرة على وصف الأحداث بلغة قوية.
عرض الفيلم يوم 17 فبراير على قناة بي بي سي باللغة الإنجليزية، وبعد العرض قامت أجهزة إعلامية مرتبطة بالحركة الصهيونية وبعض الأوساط المعادية للشعب الفلسطيني، بشن هجوم على القناة والمطالبة بإغلاقها، وقاد الحملة الصحفي ديفيد كويلر المعروف في الاوساط الصحفية انه يهاجم كل ما يقدم حقيقة الاحتلال الاسرائيلي، اضافة الى سفيرة دولة الكيان في لندن ، ووجهوا اتهامات للطفل الراوي عبد الله باختلاق أكاذيب مفضوحة، محوالين الاختباء وراء أنه حفيد ابراهيم اليازوري احد مؤسسي حركة حماس ، رغم غياب أي صلة قرابة من الدرجة الأولى بينهما، وحاولت الدعاية الاعلامية المضادة للفيلم ربط وظيفة والد عبد الله في حكومة حماس بتأثيرها على الطفل عبد الله.
الحملة المضادة وصلت إلى أحد الحقوقيين الفلسطينيين البارزين خليل ابو شمالة، وهو خال الطفل عبد الله، بعدما ظهر مع عبد الله في تقرير سابق حول حرب غزة، عرض في القناة الرابعة البريطانية في فبراير 2024، واتهموه بالإرهاب ومعاداة السامية.
فيلم البي بي سي، الذي آثار تلك الضجة نجح في تقديم الرواية الفلسطينية الحقيقية، بأن الأطفال الفلسطينيين هم ضحايا آلة القتل والإبادة لجيش الاحتلال، كما أنهم مثل أي أطفال لديهم حلم وطموح وهوايات ورغبات، ويريدون ان يعيشوا بأمن وسلام، وقد تكون تلك أحد أسباب حملة دولة الاحتلال والإعلام المناصر للصهيونية ضد الفيلم والعمل على مهاجمته، ومن ظهروا فيه من الأطفال خاصة عبد الله اليازوري الشخصية الرئيسية في الفيلم.