فروع البنوك المغربية في أكثر من 30 بلدا في إفريقيا.. و23% من نشاطها تحققه في القارة اليوم 24
كشف عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، أن « البنوك المغربية حاضرة اليوم في أكثر من ثلاثين بلدا في قارة إفريقيا، حيث تحقق حوالي 23% من نشاطها ».
وأوضح الجواهري، اليوم الأربعاء بالداخلة، في افتتاح الأيام الدولية للاقتصاد الكلي والمالية، حول موضوع، « التكامل الاقتصادي في إفريقيا: الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهارا »، أن بنك المغرب، « قام بتحفيز ومواكبة القطاع البنكي في نموه الخارجي في إفريقيا ».
وأضاف الجواهري، « بصفتنا بنكاً مركزياً، فقد طورنا علاقات وثيقة لتبادل التجارب والخبرات مع العديد من الهيئات التنظيمية في القارة، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار منتديات مثل جمعية البنوك المركزية الإفريقية أو اللجنة الاقتصادية لإفريقيا أو الاتحاد الإفريقي ». مشددا على أن « مجالات التعاون لا تقتصر على المهام التقليدية للبنوك المركزية، بل نعمل كذلك على تدارس قضايا متداخلة مثل تغير المناخ والنوع الاجتماعي ».
ويرى والي بنك المغرب، أن « البلدان الإفريقية أطلقت مبادرات للاندماج ساهمت في إنشاء تَجَمُّعَاتٍ اقتصادية إقليمية، تَكَلَّلَ بعضها بالنجاح، في حين لم يطرح بعضها الآخر ثماره بعد، مثل اتحاد المغرب العربي، الذي يشتهر، للأسف، باعتباره من أقل المناطق اندماجا في العالم ».
وأوضح الجواهري أن « الاندماج الاقتصادي يظل ضعيفا جدا في قارتنا الافريقية، فحصة التجارة البينية الإقليمية ضمن إجمالي المبادلات الدولية للبلدان الإفريقية لا تزال محدودة، بحيث إنها لا تتجاوز 12% عوض 60% في المتوسط في أوروبا وآسيا ».
ونتيجة لذلك، يضيف المسؤول المغربي، « تظل القارة الإفريقية معتمدة بشكل كبير على الأسواق الخارجية، مما يزيد من هشاشتها أمام الصدمات، كما تَبَيَّنَ خلال جائحة كوفيد19 أو مع الحرب في أوكرانيا ».
والمفارقة، وفق الجواهري، أن « إفريقيا تتمتع بإمكانات تنموية هائلة. فَثَرْوَتُها الأولى ليست سوى ساكنتها الشابة والسريعة النمو، حيث من المنتظر، وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة، أن تشكل ربع سكان العالم بحلول 2050، كما أنها تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية من بين الأثمن في العالم، وبأراضي خصبة شاسعة وكذا بتنوع بيولوجي أساسي لمستقبل الكرة الأرضية ».
والي بنك المغرب، قال أيضا، إنه « رغم الإرادة السياسية، يواجه الاندماج على نطاق واسع في إفريقيا مجموعة من العقبات الهيكلية التي يتعين على القارة تجاوزها، أولها بلا شك العجز الهائل في الرأسمال البشري، إذ تشير أرقام البنك الدولي إلى وفاة 2.9 مليون طفل دون سن الخامسة و200 ألف من النساء الحوامل كل سنة ».
وخلص والي بنك المغرب، إلى أنه « في ظل هذه الظروف، من الواضح أن أمام إفريقيا طريق طويل، فهي بحاجة إلى تثمين رأسمالها البشري للاستفادة من عائدها الديموغرافي، وإصلاح عميق لاقتصاداتها لاستغلال ثرواتها على نحو أفضل، وسد العجز الكبير في بنيتها التحتية ».
واعتبر الجواهري اللقاء الدولي، الذي ينظمه بنك المغرب بشراكة مع جامعة القاضي عياض في مراكش وجامعة بازل في سويسرا وبتعاون مع المجلس الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب، « منتدى سنوي للتفكير والنقاش حول قضايا ذات طابع أكاديمي أكيد، لكن غالبا ما تكون لها تداعيات على السياسات العمومية ».