دفنوا غزّةَ في رُخامِ الجُحودْ
قالوا:
"صَخَبُها يُوقظُ النائمينْ،
تمشي كأنّ الرّصاصَ رفيقُ،
وفي ظِلِّها
لايعيشُ الجُبُنَاءْ،
تُخالفُنا… تفضحُنا… لا تَخافُ الرّياءْ،
فليُسجَنِ الحُرُّ، فَجُرْمُ الحُرّيَّةِ خَطيئةُ السُفَهَاءِ!"
قالوا: "قنابلُها من صَفيحٍ،
وأحلامُها ساذَجَةٌ كالدُّعاءْ،
وأنَّ البنادقَ لم تَعُدْ لغةً،
في زمنِ التَّطبِيعِ والانحناءْ،
ثَورتُها عبثٌ،
وصوتُها وَقْحٌ،
ووجهُها لا يُشبهُ الشُّعَراءْ!"
لكنها، غَزَّةُ…
تنهضُ من كُلِّ مَوتٍ كأنَّ المَوتَ ماءْ،
تَلبَسُ جُرحَها وَشَاحًا،
وترقصُ فوقَ الرُّكامِ على نَغمِ الفِداءْ،
تَركُلُ العَالَمَ إذا صَمَتَ،
وتَصْفِعُهُ… بنِعالِ الفُقَرَاءِ!

شاركها.