غيابات بالجملة تمدد عطلة الربيع..
يوم الأحد07 أفريل 2024 .. الأساتذة ينتظرون غياب التلاميذ.. والتلاميذ ينتظرون غياب الأساتذة.. الإدارة تنتظر غيابهم في زوج، مثلما تنتظر الإدارة “زدمة” هيئة التفتيش لتراقب ما مدى احترام مديري المؤسسات التربوية تعليمة تدوين أي غياب، وهكذا.
كانت هذه صورة كاريكاتورية لصباح يوم أمس بمناسبة عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة بعد انقضاء العطلة الربيعية، لكن هذا العام كانت العودة “استثنائية” كونها تتزامن مع دخول الناس في “جو عطلة” عيد الفطر المبارك، وأيام الدراسة لن تتعدى اليومين في شهر رمضان، والأكيد أن الأولياء أو غاليتهم، قرر أن “يمدد” عطلة الربيع ويغيب ابنه ليومين و”يربطها” مع عطلة ثلاثة أيام الخاصة بعيد الفطر، ثم يومي عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة السبت)، على أن تكون العودة الرسمية بالنسبة إليهم الأحد القادم.
هذا هو الواقع الآن، وقبل وصول هذا اليوم، تعالت أصوات قبل حلول رمضان بأكثر من شهر اقترحت على مسؤولي قطاع التربية إعادة النظر في رزنامة التدريس وبالتالي رزنامة العطلة، ومن الأساتذة والبيداغوجيين والإداريين، وبحكم الممارسة وخبرة السنين من دعا إلى تأخير الفصل الثاني، وبالتالي تأخير العودة بعد عطلة الربيع بأسبوع، وبالتالي يكون الحجم الساعي المقرر في المنهاج البيداغوجي محترما ويؤدي الغايات والأهداف التربوية منه بشكل عادي.
التقارير الرسمية ومثيلتها عن تنظيمات نقابية لمختلف أسلاك الأسرة التربوية وتقارير مراسلينا من عدة ولايات من الوطن، تحدّثت عن غيابات بالجملة في صفوف التلاميذ، سيما تلاميذ الطور التعليمي الثانوي، وتلاميذ الأقسام النهائية بوجه خاص، وهو ما كان منتظرا بالرغم من تأكيد وزير التربية الوطنية، بأنه لا تمديد لعطلة الربيع، والأكيد أن للمسؤول الأول عن القطاع مبررات الموقف من التمديد، يكون قد اتخذه بعد تشاور مع مصالحه وأيضا مع الشركاء الاجتماعيين.
لكن الحقيقة التي وجبت الإشارة إليها، هي أن قاعات الدراسة كانت شاغرة قبل 15 يوما من نهاية الفصل الثاني، ومرد ذلك اجتماعات مجالس الأقسام التي عرفت هذا العام تغييرات مقارنة بالسنوات الماضية، إضافة إلى أن عديد الأولياء فضّلوا “إراحة” أبنائهم و”إراحة” أنفسهم طيلة الأسبوع الأخير من الفصل وبداية شهر الصيام.
هذه الصور التي، في حقيقة الأمر، لا تشرّف المنظومة التربوية الوطنية، كان بالإمكان تفاديها، وذلك باستباق حدوثها، وكان على المسؤولين المعنيين في وزارة التربية الوطنية، استشراف هذا الموعد وما تبعه من “لغط” وبرمجة رزنامة بداية ونهاية الفصلين الدراسيين الثاني والثالث، وبينهما العطلة الربيعية، بإدراج عطلة عيد الفطر مثلا مع أيام عطلة الربيع أو بتأخير الفصل الثاني بأسبوع حتى يؤدي كل واحد من مكونات الأسرة التربوية ما عليه.
آخر الكلام
ما يجب أن يعرفه ويعلمه وزير التربية الوطنية، أن تعليماته للمسؤولين الإداريين والمفتشين بمتابعة العودة إلى مقاعد الدراسة بعد العطلة تم احترامها، كما احترم الأساتذة والإداريين الموعد وعادوا إلى مناصبهم، غير أن الذي حدث هو أن أغلب المؤسسات التربوية “سرّحت” التلاميذ في الفترة المسائية لنهار أمس، وهو نفس ما سيكون اليوم. فأين هي الغاية البيداغوجية من مثل هكذا تصرف؟