أمد/ كتب حسن عصفور/ وفقا لخطة ترامب التنفيذية لـ “إعلان السلام” في شرم الشيخ، كان يجب الانتقال إلى المرحلة الثانية بعد 72 ساعة من تبادل الرهائن أمواتا وجثامين، ورغم الانتهاء تقريبا من تلك العملية، سوى 4 لا زالت جثامينهم في “أنفاق غزة، وكان لها ألا تكون “عقبة” للمضي نحو الخطوة التالية، لا يبدو أن هناك ملامح للذهاب نحوها سريعا.

واقعيا، بدأ واضحا تماما أن واشنطن وتل أبيب تقومان بعملية تنسيق تفصيلي في كل القرارات، ورغم محاولة “إعلام الخداع الاستراتيجي” بوجود “خلافات” حول المرحلة التالية وآلية التنفيذ وتوقيتها، فتلك لا تمس الحقيقة بصلة، وكشفت زيارة “الثنائي” الأمريكي الحاكم القادم لقطاع غزة كوشنير (صهر ترامب) والمبعوث الاستثماري ويتكوف، تلك المسألة.

تأخير المرحلة الثانية من خطة ترامب لقطاع غزة، مرتبط ارتباطا وثيقا، ليس بجثث 4 جثامين، رغم غباوة الاحتفاظ بها، لكن عوامله الرئيسية، لغياب أي رؤية مشتركة واضحة لما سيكون وتحديدا تشكيل “قوة الاستقرار الدولية”، التي كان التوقع أنها ستكون قوة أمن وحماية طوال التنفيذ، لكن واشنطن تراجعت بعدما فرض نتنياهو منطقه بأن دولة الاحتلال هي السلطة الأمنية المطلقة، ما أضاع الهدف الأساسي لتشكيلها.

تأخير المرحلة الثانية، مرتبط بمفهوم إعادة الإعمار الذي برز فجأة، حيث ترغب تل وواشنطن أن يبدأ من “المنطقة الصفراء” حيث السلطة الأمنية مطلقة لدولة الاحتلال، مع نسبة سكانية محدودة، لخلق “نموذج خاص” بأمن خاص، مقابل منطقة مجردة من كل حقوق لغياب السيطرة الأمنية، نموذج استيرادي لنماذج تقسيمية أخرى في مناطق أخرى من العالم.

تأخير المرحلة الثانية من خطة ترامب، جزء من الرؤية المشتركة الأمريكية الإسرائيلية لقطع الطريق على الكيانية الفلسطينية الموحدة، عبر رفض تفاصيل محددة، منها طبيعة اللجنة الإدارية الخاصة في قطاع غزة، وارتباطها بالمركز الوطني (حكومة فلسطين العامة) ليس لأنها ستكون صاحبة صلاحيات تأثيرية على مسار تنفيذ الاتفاق، لكنه كسرا لأي ارتباط وطني موحد.

تأخير المرحلة الثانية، مرتبط بعدم الاتفاق على تشكيل قوة شرطية أمنية في قطاع غزة، طبيعتها وحدود مهامها وصلاحياتها، فأمريكا ودولة الاحتلال تعملان على وجود “قوتين” واحدة للمنطقة الحمراء، ترتبط بمجلس كوشنر، وأخرة في المنطقة الصفراء ترتبط بحكومة الاحتلال، ولم يعد هناك سر بأن قوات “أبو شباب” هي الخيار الممكن.

أن تتواصل إدارة ترامب مع مجموعة “أبو شباب”، رغم النفي الكاذب، هي رسالة لا تقبل تفسيرات بأن خيارها تقسيم الصلاحيات الأمنية المحلية في قطاع غزة ضمن مناطق “أصفر” وأحمر”.

تأخير المرحلة الثانية هدف سياسي كامل، من خلال إطالة زمن مرحلة تقسيم قطاع غزة “أصفر وأحمر”، كي يكون الحديث عن “وحدة قطاع غزة” هدف مركزي، ويبعد تناول “الوحدة” مع الضفة والقدس، كحاجز عملي وليس “سياسي” أمام الدولة الفلسطينية.

تأخير المرحلة الثانية مرتبط بتشكيل مجلس الإعمار العام، والذي لن يرى النور دون صياغة شاملة للرؤية والأهداف وطبيعة واقع قطاع غزة، وفي ظل التقسيم القائم “بين منطقة صفراء ومنطقة حمراء” لن تغامر أي دولة بالمشاركة، رغم الحديث الذي لا يتوقف عن ذلك، كونها لا تضمن عدم عودة الحرب في أي وقت كان.

تأخير المرحلة الثانية موقف إسرائيلي أمريكي مشترك، لتثبيت وقائع سياسية ما، تساعد في استكمال المخطط التهجيري الذي لم يحذف من جدول أعمال الإدارة الأمريكية، بل تواصل القيام بطرق أبواب دول في مناطق مختلفة، وبمسميات مختلفة.

تأخير المرحلة الثانية من تنفيذ خطة ترامب، مرتبط عمليا بغياب قوة فعل عربية بشكل رئيسي للتأثير والدفع نحو الالتزام، بعضه غياب القدرة وبعضه غياب الرغبة وبعضه هدف سياسي خبيث، فيما تمارس تركيا دورها وفق مصالحها المرتبطة بالرضا الأمريكي الإسرائيلي في سوريا.

وتعمل تل أبيب وواشنطن على استغلال “غباء” قيادة حماس وتحالفها الفصائلي في إدارة محطات التنفيذ، والتصريحات “العنترية الفارغة”، التي يغذيها إعلام دولة الكيان وكذا الأمريكي، حول نزع السلاح واليوم التالي بأنها مستمرة بشكل أو آخر، وهو ما يخدم خطة واشنطن وتل أبيب لقطاع غزة التقسيمي.

هشاشة موقف الرسمية الفلسطينية، بل عدم وجود أي تأثير له في مسار التطورات الأساسية حول قطاع غزة، عامل مساعد مضاف يخدم المخطط الأمريكي ودولة العدو الاحلالي، فالانتظارية السياسية والإتكالية على “الغير” التي تحكم تفكيرها، لن تجلب لها حضورا أو أثرا..ولن تكسر مسار مؤامرة خطف قطاع غزة ومعه خطف المشروع الوطني.

ملاحظة: نائب رئيس كنيست دولة الكيان من حزب نتنياهو، بصوت جهوري جدا قالك كاهانا شخص رائع..وغلط تجاهل شو عمل..اللي عمله أنه حرق أطفال وقتل ناس فلسطينية..حتى صهاينة خجلوا يدافعوا عنه..طيب لما يطلع هيك مسؤول يدافع علنا عن فاشي صريح..بالكم بعض العرب يزعلوا..ولا في الاحلام..يا خوفي ما يصير “كاهانا حي” عندهم..

تنويه خاص: كتير كان غريب جدا..أنه المسميات الفصائلية الفلسطينية كلها تجاهلت تصريحات الريس عباس عن تسليم فلسطيني لفرنسا..معقول تكون مع هاي الخطوة..بدكم الصدق هيك مكونات كل شي معها بيصير..زمن الخلاص منها قرب وقرب كتير..

https://hassanasfour.com

https://x.com/hasfour50

شاركها.