اخر الاخبار

غزة دائما موجودة أمد للإعلام

أمد/ لا شك ان جولة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في المنطقة لها من يؤيدها، وكذلك من عارضها، ومن ادعى نجاحها، كما هناك من يعتقد أنها لم تحقق شيئا.

طوال تاريخ القضية الفلسطينية، كان هناك من يعتقد أن العرب انبطاحيون، وفي المقابل هناك من يعتقد انهم أذكياء، أن القيادة السعودية اثبتت ذلك.

أنا كتبت رأيي في هذا الموضوع، وقلت للجميع حق الاختلاف، لكن أيضا لاحظنا أن البعض شعر أن قضية غزة لم تأخذ الاهتمام المطلوب.

في هذا المجال لا بد لنا من وقفة بشأن دور الدول التي كان يساندها المعترضون على نتائج الجولة، فمثلا النظام السوري السابق لم يكن له اي دور طوال السنوات الماضية، حيال تزويد الفلسطينيين بالسلاح، بل لم يكن موقفه واضحا بالنسبة لما يمكن تقديمه للفصائل المقاتلة الفلسطينية.

كذلك إيران، منذ بدء الحرب كان على موقفها نوع من الغمامة أو الغشاوة، وأتمنى ألا يكون داخل الأروقة ووراء الكواليس ما لا نعرفه، او أن هناك اتفاقات سرية في هذا الشأن، لا سيما ثمة الكثير من الاخبار والتقارير عن هذه الحرب بالوكالة.

في المقابل أعتقد واصدق، وكذلك أؤمن أن أي دولة خليجية لا تتأخر عن دعم غزة، وثقتي في قيادات دول الخليج والعروبة والإسلام كبيرة في هذا الشأن، خصوصا ان ما يحصل في غزة جريمة ضد الانسانية، وبالتالي فإن الموقف الخليجي في هذا الاطار واضح، وهو دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتقديم كل العون له، فعلا وليس بالشعارات.

اما في ما يتعلق بجولة ترامب، والنتائج المتحققة منها، علينا التعامل مع الامر بواقعية، فالمسألة ليست مجرد مواقف للاستهلاك الاعلامي، فالدول ليست شركات تروج لبضائعها، إنما هي مرتطبة باتفقات ومعاهدات، ولها مصالح بعيدة المدى، وليس بين ليلة وضحاها تغير مساراتها.

صحيح أن الدماء التي تنزف عربية واسلامية، وان الجانب الانساني مهم جدا، لكن علينا أن نعي اللحظة السياسية الحساسة، وكيف يمكن الخروج من المأزق بأقل الخسائر.

ولنتحدث بصراحة التضليل والضجيج الاعلامي كان دائما ضد مصالح العرب، وضد الشعب الفلسطيني، ويمكن أن نستوعب ان المشاهد المروعة التي نشاهدها على شاشة التلفاز تثير المرء، و”يفش خلقه”، واحيانا يتحمس في كتابته، لكن هذا لا يقدم اي فائدة، ولا يقدم خبزاً، او سلاحاً، او مأوى لمشرد، او يبسلم الجراح، انما يكون تنفيساً عن غضب.

وهذا الامر يخدم العدو، اكثر مما يخدم الشعب الفلسطيني، لهذا اذا كنا نريد خدمة القضية، لا بد من زيادة وعي الناس، ليس اهلنا، بل الشعوب كافة، وعلينا ان نتفكر بما احدثته عملية التوعية منذ السابع من اكتوبر عام 2023 إلى اليوم في الغرب.

القضية الفلسطينية محقة، لكنّ المدافعين عنها فاشلون، إذ لا يمكن ان تبقى القضية طوال 77 عاما واقفة عند منعطف الشعارات، من دون اي قوة عقلانية تعمل على حلها.

وفي هذا الموضوع لا يهمني من هو الصح، ومن هو الخطأ في وجهات النظر المتعارضة، لكن المهم ان تكون هناك رؤية عربية فلسطينية واضحة عما نريد، وكيف نحقق مشروعنا.

وايا كان الموقف، عندي شعور، بل ايمان وثقة ان القوة الناعمة فعلت فعلها خلال اللقاءات، وقد اثرت على الجانب الأميركي، بدليل ما اعلنته الإدارة الاميركية عن التخلي عن إسرائيل اذا لم توقف الحرب على غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *