أمد/ تشهد غزة أزمة إنسانية خانقة مع مخاطر متزايدة لمجاعة واسعة تصيب أكثر من مليوني إنسان.. هذا وفقا لتحذيراتٍ صدرت عن أكثر من 100 منظمة إغاثة دولية رفيعة المستوى.. وبينما تتزايد معاناة المحاصرين في غزة تبقى إمدادات الغذاء والدواء عالقة أمام الحواجز السياسية واللوجستية وسط ظروف من الحصار الاقتصادي والإنساني المشدد الذي حدّ من فرص الحياة الكريمة لسكان القطاع.
التقشف والعجز الإنساني
يعيش الفلسطينيون في غزة اليوم تحت وطأة حرمان شديد.. إذ ينتظرون يوميًا وصول المساعدات التي تكاد تكون معدومة في ظل اختناق حركة الإغاثة الإنسانية.. وما يزيد الطين بلّة هو استمرار فرض قيود صارمة على دخول المواد الأساسية الأمر الذي يجعل مصير آلاف الأُسر يعادل الموت البطيء بالفقر والجوع، وفي ظل هذا الواقع المرير تحذّر المنظمات الإنسانية من تفاقم الجوع والمرض خاصة في صفوف الأطفال الذين كانوا يعانون خطراً متزايداً من سوء التغذية والوفيات المرتبطة به.
دور محوري ومؤثر للنظام الإيراني في تأجيج الأزمة
لا يمكن الفصل بين الوضع الكارثي في غزة والسياسات الإيرانية التي تسعى لضرب الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال دعم ميليشيات وأطراف تزرع النزاعات وتعمق مآسي شعوب المنطقة؛ والنظام الإيراني عبر تمويله وصناعته للحروب بالوكالة يزيد من اشتعال أزمات مستمرة تدفع شعوب المنطقة لا سيما الفلسطينيين نحو معاناة غير مسبوقة.. فبدلاً من أن يدعم الحلول الإنسانية وينسجم مع جهود إيقاف نزيف المعاناة يواصل النظام في طهران استثمار أزماته وعنفه لنشر الخلافات وزرع الفتنة، ما يعيق إعادة بناء اقتصاد القطاع وفتح قنوات تنموية حقيقية للسكان، وتؤدي هذه السياسات بشكل مباشر إلى تعميق الحصار وحبس السكان في دوامة متكررة من الفقر والمرض.
المجازر الإنسانية والضحايا الأبرياء
في ظل الظروف الحالية تشهد غزة ارتفاعًا في معدلات الوفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، وبحسب التقارير توفي العشرات خلال فترة قصيرة نتيجة لاستحالة تلقي الرعاية الطبية اللازمة.. وتعاني مستشفيات القطاع في الأساس من نقص حاد في الأدوية والمعدات أضف إلى ذلك تبعات الجحيم الذي يعيشه أهل غزة.. وبالتالي فإن هذه المستشفيات وغيرها من المؤسسات عاجزة عن تخفيف وطأة هذه الأزمة المتفاقمة وهذا الخطر المتصاعد الذي لم يكن ليصل إلى هذا الحد لو لم تتواصل السياسات المعرقلة لتوفير المساعدات الإنسانية وتعقيد سير العمل الإغاثي بشكل ممنهج.
نداءات دولية عاجلة لإعادة فتح الممرات وتخفيف المعاناة
طالبت المنظمات الإنسانية بإعادة فتح المعابر كافة، وتأسيس ممرات إنسانية تحت رقابة دولية تضمن تدخلات عاجلة وفعالة.. وضرورة وقف استخدام التجويع كوسيلة حرب تعتبر مطلبًا أساسيًا لإنهاء معاناة المدنيين، وتأمين حد أدنى من الحقوق الإنسانية عبر هذه الدعوات، والوضع المأساوي الجلي في غزة يفرض صناعة الحلول والدعوة إلى تدخل فوري يمنع المزيد من الكوارث الإنسانية ويعيد الأمل للسكان العالقين في دائرة الأزمات.
ختاماً.. ضرورة مواجهة منابع الأزمة ودعم الحلول المستدامة
إن إنقاذ غزة من هذه الكارثة لا يمكن أن يتحقق إلا برؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار دور النظام الإيراني كطرف يؤجج الصراعات عبر سياساته، وتدفق الدعم العسكري والمالي من خلال وبعدة أوجه.. وتتطلب الخطة المستقبلية للمساعدة الإنسانية والإنمائية في القطاع وضع حد لتدخلات النظام الحاكم في إيران والتي تُعيق الوصول إلى حلول واقعية تنهض بغزة وشعبها.
إن الطريق الأمثل يكمن في دعم مبادرات السلام، وتعزيز قنوات التعاون الإقليمية والدولية وتحميل الأطراف المعرقلة للمسؤولية عن استمرار الحصار والتجويع.. فبناء سلام حقيقي وعادل وأمن مستدام في القطاع وعموم فلسطين والمنطقة يرتبط حتمًا بوقف الدور التخريبي الذي يلعبه النظام الإيراني في المنطقة، وفتح المجال أمام حياة كريمة للناس تحت سقف الحرية والكرامة.