أمد/ فيينا: صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة غروسي: طهران أبلغتني أن ضرب إسرائيل منشآتهم النووية سيدفعهم إلى امتلاك سلاح نووي رافائيل غروسي، بأن طهران أبلغته أن ضرب إسرائيل لمنشآتهم النووية قد يدفعهم إلى حافة الهاوية، وسيحاولون إنتاج أسلحة نووية.
وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة” يوم الاثنين: “قد يكون للضربة تأثير مدمر، يعزز، بصراحة، تصميم إيران على السعي لامتلاك سلاح نووي أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”، مضيفا: “أقول لكم هذا لأنهم أخبروني بذلك مباشرة”.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا التصريح الإيراني المعتاد يمكن اعتباره بسهولة حربا نفسية. لكن سماعه مباشرة من أكبر مفتش نووي في العالم، الذي التقى ثلاثة رؤساء إيرانيين وكبار المسؤولين، يجعله أمرا يستحق التوقف عنده.
وأكد مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن إسرائيل قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، فيما أعرب غروسي عن شكوكه حول هذه الإمكانية.
وعند مناقشة ما قد تفعله إسرائيل إذا لم يُتَوَصَّل لاتفاق نووي جديد، قال غروسي: “ما تقرره الدول الأعضاء هو من اختصاصها. أنا لا أنصح الحكومة الإسرائيلية. سيقررون ما هو الأفضل”.
وتابع: “لكن شيئاً واحداً مؤكد: البرنامج النووي الإيراني واسع وعميق. وعندما أقول ‘عميق’ أعني ذلك. العديد من هذه المنشآت محمية جيدا للغاية. تعطيلها يتطلب قوة ساحقة مدمرة”.
يشير “العمق” إلى رأي خبراء عسكريين بأن إسرائيل تفتقر لقنابل “أم القنابل” الأمريكية (MOAB) التي تزن 30 ألف رطل والقادرة على اختراق الجبال، ومن ثم لا يمكنها تدمير منشأة “فوردو” تحت الجبل أو المنشأة الجديدة قيد الإنشاء تحت جبل في “نطنز”.
وبحسب الصحيفة، الأمر يختلف تماما عند سماع غروسي نفسه يؤكد أن طهران خصبت يورانيوم كاف لإنتاج 10 أسلحة نووية إذا قررت إكمال المهام الأخرى المتعلقة بتصنيع الأسلحة، وقال: “لقد كانوا يتراكمون اليورانيوم المخصب عند مستوى تخصيب عال جدا يبلغ 60%. ولصنع جهاز نووي فعال، تحتاج إلى تخصيب 90%. لذا الفارق ضئيل بين ما لديهم ومواد صنع الأسلحة”، موضحا أن “امتلاك إيران مواد كافية لصنع 10 قنابل لا يعني قدرتها على تجميع أو استخدام سلاح نووي”.
وتابع: “أرى الكثير من الجدارة في توجه ترامب لإيران بقوله: ‘اسمعوا، نحتاج إلى الجلوس ومعالجة هذه القضية. وإلا، قد يتصاعد هذا إلى صراع عسكري آخر’. انطباعي وأقول هذا بحذر؛ لأنني لا أريد التدخل في اختصاص المفاوضين هو أنه ليس من المستحيل إيجاد أرضية مشتركة”.
وقال غروسي إن المفاوضات تجري بين المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لكنه أصر على أن أي اتفاق يجب أن يشمل رقابة صارمة من الوكالة الدولية.
وأوضح: “هناك تقنيات جديدة، منشآت أكثر، وتطور أكبر. بدون القدرة على سد الفجوة المعرفية الحالية، كيف يمكنني، كمدير عام للوكالة، التوقيع على وثيقة تضمن ما تمتلكه إيران، أو لا تمتلكه؟ لا يمكن أن يُتوقع مني تقديم ضمانات موثوقة”.
وأضاف أنه إذا توصل الجانبان إلى اتفاق، فهو واثق من أن الوقت سيحين حيث يجب ألا تبقى الوكالة خلف الكواليس، بل تجلس مباشرة على طاولة المفاوضات.
واختتم قائلا: “أينما ذهبت، أسمع الشيء نفسه: ‘يجب ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا’. هناك إجماع دولي. الإيرانيون يعرفون هذا أيضا. وهناك أيضا تأثير الدومينو الذي يجب مراعاته، إذا حصلت إيران على أسلحة نووية، فسيكون لهذا عواقب على المنطقة بأكملها وما بعدها”.