غارات مكثفة.. 50 شهيدا منذ فجر الأحد وجيش الاحتلال أقرب لتوسيع عملياته بغزة من التوصل لاتفاق

أمد/ غزة: كثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي، مستهدفا خيام النازحين في مواصي خانيونس، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. كما استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية النازحين عند بحر مدينة خانيونس.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ فجر الأحد، تكثيف غاراته على مواقع متفرقة في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 50 شخصا، وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ولم تتوقف الهجمات الجوية الإسرائيلية، حيث استهدفت مناطق متعددة في غزة، في وقت أقر فيه الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي في معارك الشجاعية، فضلا عن إصابة آخرين. وبذلك يرتفع إجمالي القتلى إلى 4 والجرحى إلى 8 منذ الخميس الماضي.
وكثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي، مستهدفا خيام النازحين في مواصي خانيونس، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. كما استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية النازحين عند بحر مدينة خانيونس.
وفي جنوب قطاع غزة، شنت طائرات إسرائيلية غارات على مدينة رفح، بينما قامت قوات الاحتلال بتفجير منازل سكنية في المدينة. كما استهدفت نيران القوات الإسرائيلية المناطق الشمالية الغربية لبلدة بيت لاهيا.
ويهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع عملياته العسكرية في إطار حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، مع الدفع بقوات احتياط إضافية، وذلك في إطار مساعيه للضغط على حركة حماس للقبول بشروطه في مفاوضات تبادل الأسرى.
والليلة الماضية، أعلنت حركة حماس مغادرة وفدها القاهرة عقب محادثات مع مسؤولين مصريين تناولت الجهود المبذولة لوقف الإبادة الإسرائيلية عن قطاع غزة. وقالت الحركة، في بيان، إن الوفد الفلسطيني “استعرض رؤية الحركة للوصول إلى صفقة شاملة تحقق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والإغاثة والإعمار، وجرى التوافق على بذل المزيد من الجهود واستمرار التواصل لإنجاح الجهود المبذولة بهذا الصدد”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52,243 شهيدا، و117,639 جريحا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأشارت المصادر إلى أنه تم إضافة عدد 697 شهيدا للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم الابلاغ عنهم أنهم مفقودون.
وبحسب المصادر الطبية، فإن من بين الحصيلة 2,151 شهيدا، و5,598 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب وقف إطلاق النار.
وأكدت المصادر ذاتها، أن 51 شهيدا، و115 مصابا، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
أصيب عدد من المواطنين، مساء يوم الأحد، جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي خيام نازحين غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طواقم الإسعاف في مستشفى الكويت التخصصي الميداني (شفاء فلسطين) نقلت عددا من المصابين جرّاء استهداف طائرات الاحتلال خيام النازحين في مخيم الشافعي غرب مدينة خان يونس.
استشهد 14 مواطنا، بينهم أطفال، وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف مقهى ومنزلا وسط وجنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بأن 7 مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، إثر استهداف الاحتلال مقهى الصفطاوي في شارع صلاح الدين قرب مدخل مخيمي النصيرات والبريج، وسط قطاع غزة.
والشهداء هم: أحمد السعافين، ومحمد ناهض الجدي، وهاشم هشام الصفطاوي، وسلامة الصفطاوي، وإبراهيم وشاح، ووديع زيادة.
وأضافت أن 7 مواطنين استشهدوا، بينهم أطفال، وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف منزلا لعائلة كوارع في جورة اللوت جنوب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
والشهداء هم: الطفل أمجد محمد كوارع، والطفل أنس محمد كوارع، والطفلة لين جهاد كوارع، وهبة كوارع “مجايدة”، وأحمد حمدان كوارع، وأيمن محمد كوارع، إضافة لسيدة مجهولة الهوية.
استشهد تسعة مواطنين، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على خان يونس ومدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة أغارت على حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين.
وأضافت أن مواطنا استشهد متأثرا بإصابته في قصف إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، جنوب القطاع.
استُشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، جراء قصف طيران الاحتلال خيمة نازحين في المخيم الجزائري بمنطقة الثعابين في دير البلح، وسط قطاع غزة.
كما استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، بينهم أطفال، جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مفترق السنافور في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
واستشهد مواطن على الأقل بقصف مسيرة إسرائيلية منطقة قيزان النجار، جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة.
استُشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، مساء اليوم الأحد، جراء قصف طيران الاحتلال مركبة قرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، تعرّضت بلدة القرارة شمال شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة لقصف مدفعي إسرائيلي، دون أن يُبلغ عن وقوع شهداء أو مصابين.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد بقصف الاحتلال خيمة في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 8 مواطنين وإصابة آخرين بجروح مختلفة، بعد قصف طيران الاحتلال الحربي خيمة تؤوي نازحين في مدينة حمد شمال محافظة خان يونس.
بدورها، أوضحت مصادر طبية أن من بين الشهداء 3 أطفال وامرأة، إضافة لإصابة عدد آخر منهم.
استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفلتان، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال حي الزيتون بمدينة غزة.
وأفادت ن صادر طبية، باستشهاد طفلتين ومواطن، وإصابة آخرين، في قصف الاحتلال شارع السكة في حي الزيتون.
ويتواصل قصف الاحتلال المدفعي لأحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة.
استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل، وأصيب آخرون، صباح يوم الأحد، في قصف الاحتلال مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد صياد برصاص بحرية الاحتلال، في بحر خان يونس.
وأضافت المصادر ذاتها، أن شهيدين ارتقيا أحدهما طفل، إثر قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في بلدة خزاعة شرق المدينة.
وفي هذه الأثناء، ينسف الاحتلال عددا من المباني السكنية شمال مدينة رفح.
“الأونروا” تعلن نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، اليوم الأحد، نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة.
وقالت الوكالة في منشور على حسابها بمنصة “إكس”: “أعلن برنامج الأغذية العالمي في 25 نيسان/ أبريل عن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة. كما نفدت إمدادات الطحين من الأونروا في وقت سابق من هذا الأسبوع”.
وأوضحت الأونروا أن لديها “حوالي 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة”، غير أن إسرائيل تمنع دخول شاحنات المساعدات.
ويعتمد قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية التي توقفت تماما منذ 2 مارس/ آذار الماضي، حين أغلقت إسرائيل معابر كرم أبو سالم، وزيكيم، وبيت حانون.
وشددت المنظمة على أنه “يجب رفع الحصار” الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سنوات.
إسرائيل أقرب لتوسيع عملياتها بغزة من التوصل لاتفاق
قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل أقرب إلى توسيع عدوانها وعمليتها العسكرية في قطاع غزة، من التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل أسرى مع حركة حماس.
جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البثّ العبرية العامة (“كان 11”)، مساء الأحد. وقال المسؤولون الذين لم تسمّهم هيئة البثّ: “نحن أقرب إلى توسيع العملية في غزة من التوصّل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.
ولفتت إلى أن التصريحات هذه، تأتي بعد جولة المحادثات التي أُجريت في قطر ومصر، عقِب مشاروات أُجريت في إسرائيل.
وفي سياق ذي صلة، أوردت القناة الإسرائيلية 12، مساء الأحد، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، قد تحدّث مع الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، قبل اجتماع للأخير في واشنطن مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وحاوَل ثنيه عن قبول أيّ مقترحات قد تُقدَّم من الوسطاء، بحجّة أنها ستكون مجرّد مناورة من قِبل حركة حماس، لن تلتزم بها.
ووفق القناة، فقد قال نتنياهو لترامب: “سيأتون إليكم بمقترحات غريبة ومتنوّعة، يجب ألّا تقبلوها”.
وأضاف أن “حماس تتظاهر، ولا تنوي أن تقف وراء أيّ مقترح يتضمّن إعادة جميع المحتجزين”.
وذكر رئيس الحكومة الإسرائيلية، أنه “يجب علينا تدمير حماس، ولا يمكننا أن نقبل وضعا تظلّ فيه (الحركة) قريبة من حدودنا، وتشكّل قوة تهديديّة”.
وقال نتنياهو: “لن يحدث هذا؛ هذه دعوة لـ7 أكتوبر مقبل (لهجوم آخر كهجوم السابع من أكتوبر)، وهذا أمر غير مقبول لدى الرأي العام الإسرائيليّ كذلك”.
يأتي ذلك فيما تؤكّد استطلاعات الرأي الإسرائيلية، وآخرها استطلاع للرأي العامّ الإسرائيليّ، نُشرت نتائجه، مساء الجمعة الماضي؛ أن أغلبية إسرائيلية ساحقة، تؤيّد وقف الحرب في غزة، مقابل إعادة الرهائن الإسرائيلين المحتجزين في القطاع، فيما أكّدت غالبية الجمهور الإسرائيليّ، أنها ترى أن الحرب تستمرّ لأسباب ودوافع سياسيّة.
وشرع جيش الاحتلال بالعمل على إقامة “منطقة إنسانية” جديدة جنوبي قطاع غزة، تمهيدًا لمحاصرة السكان بين محوري “موراغ” الفاصل بين رفح وخانيونس، و”محور فيلادلفي” الحدودي مع مصر.
جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11″)، مساء السبت، والتي أشارت إلى أن الجيش يعتزم نقل السكان إلى هذه المنطقة، بعد إخضاعهم لـ”فحوصات أمنية”.
ويستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع عملياته العسكرية في إطار حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، مع الدفع بقوات احتياط إضافية، بحسب ما أفادت به إذاعة الجيش الإسرائيلي، السبت.
وفي إطار الضغط الإسرائيلي على حماس، نقلت الإذاعة عن مصادر في الجيش أن التصعيد سيتضمن “توغلا في مناطق جديدة” في القطاع، وأشارت إلى أن “أدوات إضافية” ستُفعّل قريبًا في حال فشل مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الحركة.
ويهدد الجيش الإسرائيلي بأن النموذج العملياتي المستخدم حاليًا في رفح سيتم “تكراره في مناطق أخرى”، مشيرًا إلى أن التقدم الميداني يزيد من حدة المواجهات مع حماس، وادعى أنه منذ استئناف الحرب في 18 آذار/ مارس الماضي، قتل نحو 400 عنصر من فصائل المقاومة.
لا اتفاق في غزة
تل أبيب: في أعقاب زيارة رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع إلى قطر، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست العبرية يوم الأحد، إنه في الوقت الحاضر، مع التركيز على “الوقت الحاضر”، لا يرى أي فرصة لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى صفقة بشأن الرهائن.
وأضاف المسؤول “إذا بقيت مواقف إسرائيل وحماس كما هي الآن، فإن الفجوات لن تكون قابلة للردم من أجل التوصل إلى اتفاق”.
تُصرّ حماس حاليًا على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفًا كاملًا للحرب مع ضمانات. وصرح مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات: “من وجهة نظر حماس، لا يوجد ما يُسمى بوقف إطلاق نار مؤقت”.
ويتمثل موقف إسرائيل في أنها لن توافق على إنهاء الحرب ما لم يتم إبعاد حماس عن الحكم العسكري والمدني في غزة، وإخلاء القطاع من السلاح بالكامل.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث إلى الصحيفة: “ليس الأمر أنه لا توجد فرصة للتغيير فالواقع قد يغير الأمور، وهذا أمر مرجح ولكن في الوقت الحالي الفجوات واسعة للغاية”.
رئيس وزراء قطر يعلق على موقف حماس
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، الأحد، أن “حماس مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين، ولكن بشروط من غير المرجح أن تقبلها إسرائيل”.
كما انتقد إسرائيل، قائلاً إنها تُركز على قضية الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.
وقال رئيس الوزراء القطري في الدوحة، وهو يقف إلى جانب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي التقى لاحقاً بكبار مسؤولي حماس المقيمين في قطر: “في هذه الحالة، فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة، لكننا نسعى لإيجاد أرضية مشتركة أوسع بين الجانبين”.
في هذه الأثناء، أفادت وسائل إعلام عربية بأن حماس مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات مع ضمانات دولية.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة “هذا اقتراح معاد تدويره تم طرحه في الماضي ولكن في هذا الوقت، لم نتلق أي عرض جديد”.