غاب جسدا وحضر روحا… مناقشة دكتوراه بمراكش لطالب فلسطيني توفي قبل عام اليوم 24

داخل إحدى قاعات كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض في مراكش، كان كل شيء جاهزا لمنح الباحث الفلسطيني هاني دراوشة درجة الدكتوراه بعد سنوات من التعب والبحث الشاق.
إذ اكتظت القاعة، أمس الجمعة، بحشد غفير من الباحثين والطلاب، وكاميرات وسائل الإعلام، لمتابعة مجريات مناقشة أطروحة الدكتوراه التي أعدها دراوشة بعنوان « التهرب الضريبي وأثره على الخزينة العامة، فلسطين نموذجا ».
كما حضر على منصة المناقشة الأستاذان الجامعيان المشرفان على الأطروحة عبد اللطيف بكور ونجاة العماري، وكل أعضاء لجنة المناقشة التي ضمت 6 من أساتذة الجامعة، لكن كان هناك شخص واحد غائب عن هذا العُرس العلمي.
إنه دراوشة نفسه، الذي كان من المفترض أن يكون عريس الليلة، ويتوج في ختامها بدرجة الدكتوراه، لكن ما حضر منه كان مجرد صورة له، بعدما توفي قبل نحو عام في حادث سير بالضفة الغربية.
وفاة دراوشة لم تمنع الكلية من إجراءات حصوله على درجة الدكتوراة خاصة أنه أكمل أطروحته بالفعل، وكان قبل وفاته في إطار إنهاء الإجراءات الإدارية اللازمة لمناقشة هذه الأطروحة.
وبعد إجراءات المناقشة التي حضرها السفير الفلسطيني في المغرب جمال عبد اللطيف صالح الشوبكي، قررت اللجنة العلمية قبول أطروحة دراوشة، ومنحه درجة الدكتوراه في الحقوق بتقدير « مشرف جدا »، مع التوصية بالنشر.
تلك المبادرة لمناقشة أطروحة دكتوراه لباحث متوفى ومنحه الدرجة، اعتبرها عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بالكلية « شرفية ورمزية ».
وأضاف بلعمشي، في منشور عبر « فايسبوك »، أن هذه المناقشة « تعد تكريما لروح الباحث دراوشة رحمه الله، ولأسرته ولكل فلسطين، وللعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين ».
بدوره، أشاد الأكاديمي المغربي هشام المراكشي بهذة المبادرة من الكلية، وقال في منشور عبر « فايسبوك »: « قد يكون أمرا عاديا أن تتم مناقشة أطروحة دكتوراه لطالب توفي ».
وأضاف مستدركا: « لكن الجميل هو الحضور الغفير لجمهور الباحثين والطلبة لفعالية المناقشة، إنها القضية الفلسطينية التي تعيش في وجدان المغاربة ».