عن فضل العشر الأواخر من رمضان الفضيل..أتحدث

أمد/ قال الله تعالى : (حم.والكتاب المبين.إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين.فيها يفرق كل أمر حكيم.أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ) (سورة الدخان الآيات: 16 )
نحمد الله الذي ألهمنا الصبر،وأفعم قلوبنا بالإيمان،وهدانا إلى الطريق المستقيم..والحمد لله الذي فَضَّل شهر رمضان على سائر الأوقات،وجعل صيامه سببا في تكفير السيئات،وخصَّ العشر الأواخر بمزيد من العطايا والدرجات،وجعل فيها ليلة القدر ليعفو عن الخطايا والزلات،وضاعف فيها أجور الأعمال والطاعات..
عزيزي القارىء : نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته.وصلى الله على نبينا محمد.
إن العشر الأواخر من رمضان تترتب عليها العديد من الفضائل،ولها مزايا تفضّلها على غيرها من ليالي الشهر المبارك،وذلك أنها الليالي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها بالطاعة، ويجتهد فيها في العبادة وفعل الخير ما لا يجتهد في غيرها، وفيها ليلة القدر التي هي(خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
من هنا،ينبغي للمسلم أن يحقق في هذه العشر مفهوم العبودية لله عز وجلفي حياته العامة والخاصة، ويحرص على تزكية نفسه وإصلاح قلبه والتزود بالخيرات..
والعشر الأواخر من رمضان أوقات فاضلة ونفحات ربانية مباركة، والواجب على المسلم استثمارها واغتنام كل لحظة ونفس فيها بالطاعات والقربات..
إن من أهم الأعمال التي تقرب المؤمن إلى ربه في العشر الأواخر من رمضان هي ترك الخصومة والتباغض والتشاحن وتصفية القلوب من الغل والحقد والحسد تجاه بعضنا البعض،فقد كانت الخصومة والملاحاة سببا في رفع تعيين ليلة القدر،وقد تكون سببا من الحرمان من العفو والمغفرة فيها،ومن أراد العفو من الله فليبادر في العشر الأواخر بالعفو عن الناس،وتنقية قلبه من شوائب الحقد والكراهية..
إن العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أيام خير وبركة ورحمة ومغفرة،ما أسعد من تعرض لنفحاتها والتمس بركاتها،فأحسن ختام الشهر الكريم مقبلاً على ربه (جل وعلا)، مجتهدا في طاعته..
ومن أفضل القربات في هذه الليالي العظيمة التكافل والتراحم والبذل والعطاء وقضاء الحوائج والإنفاق في سبيل الله،حيث تتجسد معاني الرحمة والرأفة والإنسانية في هذه الأوقات الفاضلة،حيث يقول الحق سبحانه: (وَسارعوا إِلى مَغفرَة من رَّبّكمْ وجنّةٍ عَرْضها السّماوات وَالْأرْض أُعدَّت لِلْمتّقينَ الذِينَ ينفقون فِي السّرّاء وَالضّرَّاء وَالْكاظِمين الْغيْظ وَللْعافين عن النَّاس وَاللّه يحِبّ الْمحسنين).
نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته.وصلى الله على نبينا محمد.