عندما يلوث خطاب انقلابي قاعة الأمم المتحدة
اعتقد المتحدث باسم الحكومة المالية، عبد الله مايغا، وهو يلقي خطابه “الرديء” المكتوب بحبر القذارة والخساسة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه يقدم خدمة لشعبه وينتصر له على حساب الإساءة إلى الجزائر، بل إن هذا المتذاكي الذي جمع، هو وقادته، كل صفات الحقارة والنذالة والبشاعة والسفالة والخسة والانحطاط والدناءة والضِعة واللؤم، كان يسب الصداقة الكبيرة والأخوة العظيمة التي تجمع الشعبين الجزائري والمالي.
ترك عبد الله مايغا، وهو الكولونيل من قادة الانقلاب في هذا البلد، كل مشاكل بلاده، ومعاناة الشعب المالي، كما تحاشى الحديث عن أمهات القضايا الإقليمية والعالمية، ولم يجد في خطابه أمام قادة العالم في الجمعية العامة الأممية المنعقدة في نيويورك، إلا الجزائر فراح يتهجم عليها، بل ونزل بمستوى الخطاب إلى الأسفل، عندما راح يتحدث عن “سادته” وزير خارجية الجمهورية الجزائرية، وممثلها الدائم في الهيئة الأممية، ويظهر “جوعه” و”تعطشه” للسلطة عندما تحدث عن “الشخشوخة والشوربة”، كما تناسى وتحاشى الحديث عن موافقة سلطات بلده الانقلابيين على تواجد “مرتزقة” في مالي، واستباحة أراضيه من طرف “تجار الدم”.
ولم يكن خطاب القمامة والقذارة الذي ألقاه الانقلابي عبد الله مايغا، في الأمم المتحدة، إلا سانحة ليكشف للعالم الوجه الحقيقي الذي يحكم الآن الشعب المالي.. بلد يحكمه “مراهقون” انقلابيون، اعتقدوا للحظة أنهم، بمثل هذه الخطابات، يحفظون لبلدهم سيادته، ولشعبهم الرفاهية والكرامة، حتى أن القادة الحاضرين في قاعة المناقشة العامة في الهيئة الأممية انزعجوا كثيرا من المستوى المنحط والكلمات القذرة التي خاطب بها مسؤولي العالم، بينما كان يجلب، بكل أسف، العار والخزي لشعبه.
وكل هذا الحقد الذي أبانه هذا “الانقلابي” ضد الجزائر، دولة وشعبا وجيشا، نابع من الكراهية التي يكنها عبد الله مايغا وقادته للشعب المالي الأبيّ، هذا الشعب الذي يعلم جيدا ولا يحتاج أحدا ليزيد في علمه، أن الجزائر كانت ولاتزال دائما وأبد الدهر إلى جانب الشعب المالي في كل ظروفه ومحنه وأفراحه، كيف لا وقد ساهمت الجزائر في تكوين عشرات الإطارات المالية السامية، من بينهم وزير الخارجية المالي الحالي عبد الله ديوب المتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في الجزائر.
إن هذه السلوكيات غير العقلانية التي تصدر عن قادة في مالي، أخطرها وأقذرها خطاب عبد الله مايغا في نيويورك، تعمل على تدمير كل ما بناه سابقوه من قادة دولة مالي، وإغراق الشعب المالي في المشاكل والعنف والانقسامات.
وليعلم هذا الـ”مايغا” الصغير أن الجزائر التي لن تنال منها مثل هذه السلوكيات أو الخطابات البائسة، قد مدت يدها بشكل دائم لجيرانها وأشقائها في دولة مالي، من أجل إيجاد سبل تجاوز الصعوبات التي تعترض مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، إلى جانب سبل تفعيل أطر التعاون مع البلد الجار، سواء الثنائية ذات المضمون الأمني، أو متعددة الأطراف، على غرار لجنة الأركان العملياتية المشتركة، في مواجهة التهديدات المتزايدة في جوارهما المشترك.
كما لم تدخر الجزائر، وهي الحقيقة التي يعلمها الشعب المالي، جهدا في دعم استعادة الأمن والسلم في بلاده، انطلاقا من قناعتها الراسخة بأن استقرار هذا البلد من استقرار الجزائر، وقد أعربت قوى فاعلة في مالي، في أكثر من مرة، عن بالغ تقديرها للمساعي الجزائرية فيما يخص مسار السلم والمصالحة، وتعزيز الثقة بين الأطراف المالية الموقعة على اتفاق الجزائر. وفي الوقت الذي يختار الـ”مايغا” إغراق بلده وشعبه في دوامة لا تنتهي من العنف والفقر واللااستقرار، أخذت الجزائر عهدا على عاتقها بألا تتخلى عن الشعب المالي، وعملت بلا هوادة وبلا توقف على التأسيس لمصالحة حقيقية للشعب المالي.