اخر الاخبار

عطايا الفارس الشهم: من إرث زايد الخير إلى عياله

أمد/ كان الشيخ زايد بن سلطان (رحمه الله) أحد أهم معالم الخير والعمل الإنساني في الدول الخليجية، وقد تركت له هذه الأعمال والهبات الإغاثية في كلِّ مكان أكثر من بصمةٍ وأثر.

 بعد تخرجي من الجامعة عام 1979، حصلت على فرصة عمل في الإمارات، وبعدها بعامين جاءت مكرمة الشيخ زايد، وكانت منحة تعليمية للدراسات العليا في أمريكا، لتفتح بعدها أمام عيناي مشاهدات الكثير من عطايا ونجدات ووقفات الخير الإنسانية التي رأيتها رأي العين في أكثر من بلد عربي وإسلامي كمشاريع إعادة إعمار وأحياء سكنية كان لنا منها على أرض قطاع غزة الكثير على شكل عطايا وتبرعات لإقامة وحدات سكنية ومساجد وأقسام تخصصية بالجامعات ومنح للدراسات العليا في الجامعات الغربية.

لقد قدَّمت دولة الإمارات الكثير من المساعدات والدعم المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل وبعد قيام السلطة عام 1994، كما أنَّ مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان حظيت هي الأخرى بالكثير من العطايا والمساعدات في السياقات الإنسانية والإغاثية، وكان سخائها في المشهد الفلسطيني هو عطاء من لا يخشى من ذي العرش إقلالا.

لقد شاهدت من مواقف الكرم خلال سنوات عملي في الإمارات أوائل الثمانينات ما يحملني على القول: إنَّ الشيخ زايد (رحمة الله) وأبنائه من بعده كانوا فوارس على طريق الجود والكرم، ويستحق ما قدموه لنا وإلى أمتهم أن نقول لهم حُسناً، فهذا العُرف من فعل الخيرات لا يضيع أجره والثناء عليه بين الله والناس.

ومع هذه الحرب الكارثية وما جلبته لنا من نكبة كبرى ثانية، كانت دولة الإمارات أول من هبَّت لإغاثة أفواج النازحين، واستنفرت جمعياتها ومؤسساتها العاملة في القطاع الإغاثي على المستوى الرسمي لتقديم الدعم الصحي من خلال المستشفى الميداني بمدينة رفح، وتزويد المشافي والنقاط الطبية بالاحتياجات والمستلزمات العلاجية.

ومع تعاظم أعداد النازحين، قامت بتوفير مراكز الإيواء بالخيام والطعام والملابس والمياه الصالحة للشرب في سابقة لم تكن هي الأولى وإن كانت الأكبر ربما في تاريخ حملاتها الإغاثية والإنسانية، من حيث الجهد الإغاثي الإنساني والسقف الزمني والأخطار التي تكتنف سلامة أطقم العاملين فيها، فهذه الحرب عنوانها الإبادة الجماعية وسياسة التجويع والحصار.

لا شك بأنَّ هناك جهوداً إغاثية عربية وإسلامية ودولية مشكورة، ولكنَّ ما قدمته دولة الإمارات كان هو الأكبر والأوسع انتشاراً وتغطية، وقد أسهم في تعزيز صمود شعبنا على أرضه.

 وكنازح في منطقة مواصي خانيونس، أشهد لهذه الجهود الإغاثية بالفضل الكبير في تقديم المواد التموينية والطرود الغذائية والملابس والخيام للكثير من مراكز الإيواء والتكايا التي تقدم الطعام والشراب، والشكر موصول لكوادر التيار الإصلاحي الديمقراطي العاملين ضمن أطقم حملة الفارس الشهم (3)، رغم كل المخاطر والصعوبات التي تكتنف تحركاتهم لإغاثة مئات المخيمات التي تأوي الآلاف من هؤلاء النازحين، الذين يصارعون للبقاء بين الحياة والموت في العراء.

وعليه؛ لدولة الإمارات وللشيخ زايد (طيب الله ثراه) صاحب البصمة والأثر، والسابق في فعل الخيرات، ولعياله من بعده جزيل الشكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *