عصفور: “اتفاق غزة المرتقب يكرّس تنظيم الاحتلال مقابل وقف الموت” فيديو
أمد/ القاهرة: تترقب الأوساط الفلسطينية والإقليمية تطورات اتفاق هدنة شامل لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 465 يومًا. ووفقًا لمصادر مطلعة، تم إرسال مسودة نهائية للاتفاق إلى كل من حركة حماس وإسرائيل، وسط ضغوط دولية مكثفة، أبرزها تدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال حسن عصفور، وزير شؤون المفاوضات الفلسطينية الأسبق، في مقابلة مع قناة “المشهد” من القاهرة: “ترامب يسعى لإثبات قيادته للمنطقة مبكرًا، عبر إدارة مشتركة مع الإدارة الحالية في ملف سياسي حساس كهذا، وهو أمر غير مسبوق في التاريخ الأمريكي”.
وأشار عصفور إلى أن الاتفاق يأتي على حساب الفلسطينيين، حيث “رضخ نتنياهو لصفقة تهدف إلى استباحة الضفة الغربية والقدس، وبناء نظام عنصري لتعزيز الهيمنة الإسرائيلية”.
وأضاف أن إسرائيل تستغل الاتفاق لإعادة صياغة الاحتلال بطريقة قانونية تكرس هيمنتها، خصوصًا في غزة.
في المقابل، لا تزال العقبات أمام الاتفاق قائمة. فقد أطلق وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، تصريحات حادة رافضًا الصفقة، معتبرًا أنها “عار على إسرائيل”. ويثير هذا الموقف تساؤلات حول قدرة الأطراف الدولية على تجاوز الخلافات وضمان تنفيذ الاتفاق.
وفي سياق متصل، أشار عصفور إلى أن الحرب، رغم الإعلان عن وقف الموت، فهي لن تتوقف فعليًا، بل تتحول إلى أشكال أخرى من الاحتلال والتهجير.
وحذر من أن “الإبعاد” الوارد في مسودة الاتفاق يمثل انتهاكًا لمبدأ العودة ويكرس معاناة الفلسطينيين.
أما بشأن إعادة الإعمار، فقد وصفها عصفور بأنها “ليست قضية عاطفية”، وإنما تتطلب ضمانات مالية وإدارية معقدة، مؤكدًا أنه لا توجد حتى الآن جهة فلسطينية معترف بها لإدارة القطاع بعد الحرب.
وختم عصفور حديثه بالتأكيد على أن المعركة الحقيقية لنتنياهو ليست في غزة فقط، بل تمتد إلى الضفة الغربية والقدس، حيث يسعى لتثبيت نظام استيطاني عنصري يخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية.