أمد/ تل أبيب: زار الملياردير المصري نجيب ساويرس إسرائيل هذا الأسبوع، في وقت تتكثف فيه الاتصالات الإقليمية والدولية حول تشكيل مجلس دولي محتمل لإدارة قطاع غزة في المرحلة التي تلي الحرب.

 وبحسب “هآرتس” العبرية يوم الثلاثاء، فإن زيارة ساويرس تأتي في ظل استمرار اسمه ضمن الشخصيات المرشحة للمشاركة في هذا المجلس، وفقًا للخطة التي كان قد اقترحها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير..

ورغم أن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يؤكد ما إذا كان قد التقى ساويرس خلال زيارته، فإن وجوده في إسرائيل تزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة واجتماعات غير معلنة متعلقة بترتيبات “اليوم التالي”.

وكان اسم ساويرس قد برز في أكتوبر الماضي في وسائل إعلام عربية، بينها المصري اليوم، حيث قال إنه لم يتلقَ أي عرض رسمي للانضمام إلى المجلس الدولي، وإنه علم بترشيحه عبر وسائل الإعلام فقط. ومع ذلك، لم يغلق الباب أمام إمكانية المشاركة، مؤكدًا أن قبوله لأي دور سيكون مشروطًا بوجود قرار واضح بتأسيس دولة فلسطينية.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها صحيفة هآرتس إلى أن بلير، المهندس الرئيسي لمقترح إدارة دولية للقطاع، وضع ساويرس ضمن قائمة الأسماء المرشحة للمشاركة في المجلس، الذي يُتوقع أن يضم رجال أعمال ومسؤولين دوليين إلى جانب شخصيات مقربة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مثل ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر.

وتأتي أهمية ساويرس في هذا السياق من ثِقله الاقتصادي وصلاته الإقليمية، إضافة إلى حضوره المعروف في مشاريع إعادة الإعمار، ما يجعله مرشحًا مقبولًا لبعض الأطراف الإقليمية، خاصة إذا ارتبط دوره بضمانات سياسية تتعلق بمستقبل الدولة الفلسطينية.

ويرأس بلير حاليًا “معهد توني بلير للتغيير العالمي” TBI))، وهو منظمة غير ربحية تقدّم استشارات استراتيجية في مجالات السياسات والتكنولوجيا في أكثر من 45 دولة. وكان المعهد قد حذّر في تقرير صادر في يونيو 2023 أي قبل أربعة أشهر من هجوم حماس في 7 أكتوبر من أن غياب العملية السياسية سيجعل التصعيد بين غزة وإسرائيل “مسألة وقت”.

ويُعدّ رجل الأعمال الأميركي لاري إليسون، مؤسس شركة “أوراكل”، أحد أبرز ممولي المعهد. وكشف تحقيق لـ”Lighthouse Reports” ن ُشر في سبتمبر أن إليسون قدّم 130 مليون دولار للمعهد بين 2021 و2023، وتعهد بضخ 218 مليونًا إضافية في السنوات المقبلة. وأظهر التحقيق أنّ المعهد وسّع عدد موظفيه من 200 إلى نحو 1000 بعد هذه التبرعات، رغم أن بلير لا يتقاضى راتبًا من المؤسسة.

ويظهر اسم إليسون أحد أغنى عشرة أشخاص في العالم كشاهد رقم 312 في لائحة الشهود في قضية محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، ويُعد من المقربين إليه. وكشفت هآرتس سابقًا أنّ إليسون أقنع الملياردير أرنون ميلتشان بالتخلي عن خدمات المحامي بوعاز بن تسور حتى يتمكن من تمثيل نتنياهو في قضاياه.

كما تُظهر تقارير أنّ نتنياهو حاول إقناع إليسون بشراء صحيفة يديعوت أحرونوت من ناشرها أرنون موزيس، أو شراء موقع إخباري إسرائيلي، أو إنشاء قناة تلفزيونية، وهي خطوات لم تتحقق. واستمرت العلاقة بينهما حتى بعد بدء المحاكمة؛ إذ أفادت يديعوت أحرونوت بأن نتنياهو وكان حينها زعيم المعارضة قضى عطلة لمدة أسبوعين في جزيرة يملكها إليسون في هاواي عام 2021، وهو تقرير لم ينفه نتنياهو.

ويمتلك إليسون علاقات وثيقة أيضًا مع ترامب، الذي يتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في إدارة غزة. وفي فبراير 2020، أفادت بلومبيرغ بأن مئات من موظفي “أوراكل” نظموا احتجاجًا بعد أنباء عن استضافة إليسون فعالية لجمع التبرعات لحملة ترامب الانتخابية. وبرزت علاقتهما مجددًا خلال ولاية ترامب الحالية، إذ حضر إليسون بين رجال الأعمال الذين ظهروا معه عند إطلاق مبادرة للاستثمار في مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة. وكانت “أوراكل” كذلك من الشركات المتنافسة على شراء عمليات “تيك توك” الأميركية بعد قرار ترامب دفع الشركة الأم إلى بيع نشاطها المحلي.

شاركها.