عباس: أطراف أقليمية اخترعت حماس لتمزيق الصف الفلسطيني..ولا نستطيع أن نقاتل الآن

أمد/ رام الله: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إمكانياتنا “سياسية ودبلوماسية وصمود وصبر”، ويجب وقف القتال في غزة.
وقال عباس خلال كلمة له في افتتاح المركز الاستشاري للسرطان في رام الله، إن “إمكانياتنا سياسية ودبلوماسية وصمود وصبر، ولا نستطيع أن نقاتل ومن يقول غير ذلك، يريد أن يدمر البلد”.
وتابع “هذا ليس من مصلحتنا، لذلك أقول يجب وقف القتال في غزة، هناك أكثر من 200 ألف قتيل وجريح وهذا من غير المعقول، وهناك 80 أو 90 أسرة في قطاع غزة لم تعد موجودة، أي أنها شطبت بشكل كامل من السجل المدني، يجب أن يعرف ذلك العالم، وأن يقف القتال”.
وقال عباس: “نتنياهو نفسه كان ينقل الأموال لحماس شهريا لضمان بقائها وتفكيك الوحدة الفلسطينية”، معتبرا أن بعض الأطراف الإقليمية “اخترعت حماس لتمزيق الصف الفلسطيني”.
وأكد رفض الشعب الفلسطيني لمشاريع التهجير القسري أو الطوعي، مشددا على تمسك أهالي غزة والضفة الغربية بأرضهم رغم “التجارب المريرة” التي يعيشونها تحت القصف والدمار اليومي.
وقال عباس: “جربوا كل شيء وفشلوا، والآن يحاولون فرض التهجير، لكن شعبنا رفض وسيرفض”، مشيدا بالموقف العربي الموحد الرافض لاستقبال أي مهجرين فلسطينيين.
وأضاف: “إخواننا في مصر والأردن وجميع الدول العربية وقفوا موقفا مشرفا برفض التهجير، مؤكدين أن الفلسطينيين سيبقون في أرضهم”.
ووصف الرئيس الفلسطيني ما يجري في غزة بأنه “أبشع من جرائم الحرب العالمية الثانية”، محملا الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية الكاملة. وقال: “لو أراد الأمريكيون لأوقفوا المجازر، لكن نتنياهو يريد استمرار الحرب هربا من المحاكمة”.
وطالب عباس بوقف إطلاق النار فورا وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء مشروع التهجير بشكل نهائي، وإعادة حكم الدولة الفلسطينية لغزة كاملة، مع رفض أي تدخلات خارجية.
وأكد عباس أن منظمة التحرير الفلسطينية تظل “البيت الجامع” للفلسطينيين، مشترطا الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي، الالتزام بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة. وإقامة دولة واحدة بجيش وسلاح واحد، رافضا التعددية في المرجعيات.
واختتم الرئيس حديثه بالتأكيد على أن الفلسطينيين يعتمدون على المقاومة السياسية والدبلوماسية، قائلا: “نواصل كفاحنا في مجلس الأمن والمحكمة الجنائية حتى ننال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.
نص الكلمة
وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
“إذا جاء نصر اللّه والفتح، ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنّه كان توّابا”. صدق الله العظيم.
إن شاء الله هذه السورة ستحقق نبوءة الشهيد ياسر عرفات، عندما قال سيأتي يوم يرفع فيه طفل فلسطيني العلم الفلسطيني على أسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس، إن شاء الله.
يصادف هذا اليوم أيها الأخوات والإخوة، يوم النكبة، 77 عاما مضت على نكبة فلسطين الأولى، وهي في الحقيقة ليست النكبة الأولى وليست الأخيرة، حيث بدأت النكبات الحقيقية عام 1917 عندما أُعلن وعد بلفور، ثم جاءت الأيام وجاء عام 47 ليكون عام التقسيم، فقسموا فلسطين إلى دولتين: دولة عربية ودولة يهودية، الدولة اليهودية قامت والدولة العربية اختفت، وهكذا كان شأننا كفلسطينيين أن نحفر الأرض بأظافرنا وأن نعمل المستحيل من أجل العمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أرض فلسطين، وتكون عاصمتها القدس الشريف، إن شاء الله.
أقول هذا ونحن في هذه الأيام نعيش النكبات المتواصلة والتي مرت بعام 1967، ثم جاءت نكبات أخرى ونحن والحمد لله صامدون صامدون في أرض هذا الوطن، إلى أن جاء آخر المشاريع وهو مشروع التهجير، بعد أن فشلوا في كل شيء جاءوا بمشروع التهجير، تهجير أهل غزة أولا ثم تهجير أهل الضفة ثانيا، لكن أهل الضفة وأهل غزة رفضوا ولم يستمعوا إلى هذا، وهم يعيشون التجارب المريرة، وهم يعيشون القتل والذبح والتدمير في كل يوم، ومع ذلك صامدون يرفضون التهجير بكل أشكاله، فلا يوجد تهجير قسري وتهجير طوعي، فكله تهجير، رفضوا التهجير من أساسه وقالوا لن نرحل ولن نهاجر. ولله الشهادة ساعدنا على ذلك إخوتنا في مصر والأردن، فقالوا لن نسمح بقبول مهاجرين أو مهجرين أو ما شئتم سموهم، هؤلاء سيبقون في بلدهم في أرضهم في وطنهم وكذلك جميع الدول العربية دون استثناء، وهذا موقف مشرف نسجله لأشقائنا العرب لأنهم وقفوا مثل هذا الموقف.
إذا نحن عشنا النكبات والمآسي وأهمها ما يحصل الآن في غزة والضفة الغربية والقدس، إن ما يجري في غزة لم يحصل وقيل على لسان بعض الأمريكان إنه لم يحصل حتى في الحرب العالمية الثانية، لم يحصل، وأقول لو أراد الأمريكان لتوقفت هذه المجازر، لو قيل للإسرائيليين أوقفوا لتوقفوا دون أدنى شك، لكن بعضهم وصف هذه الحالة بأنها تشبه ما جرى أو أبشع مما جرى في الحرب العالمية الثانية، ما يجري حتى الآن في غزة والضفة مستمر، ماذا نطالب نحن، نحن نقول أوقفوا هذه الحرب بأي ثمن، أوقفوها بأي ثمن ثم نناقش الأمور الأخرى، أما أن تبقى في هذا الشكل فهي إبادة لأهلنا في غزة والضفة، ولكن حتى الآن لم يحصل أي مبادرة من إسرائيل، طبعا بالمناسبة نتنياهو يريد أن تستمر الحرب لأسبابه الخاصة، وما أسبابه الخاصة؟ هي أنه إذا أوقف الحرب ذهب إلى المحكمة، لذلك يريدها أن تستمر، هذا كل ما في الأمر، كثير حتى من حكومته أو من الشعب الإسرائيلي يرفضون استمرار الحرب، نحن نريد وقف إطلاق النار بأي ثمن، نريد أن تذهب المساعدات إلى غزة يوميا، فلا أكل ولا شرب ولا ماء ولا شيء لديهم، فهناك مأساة حقيقية تنقلها وسائل الإعلام العربية وغير العربية، وهم يحاولون الحصول على الطعام، مع الأسف هذا ما يجري، نريد مساعدات إنسانية ثم وقف عملية التهجير نهائيا، ثم لا أحد يحكم غزة إلا الدولة الفلسطينية المستقلة، فلا نقبل غير ذلك. فإذا وافقوا فنحن جاهزون لنذهب إلى هناك لنستلم البلد بكاملها كما كنا قبل الانقلاب عام 2007، كنا نحكم البلد بهدوء وحرية وديمقراطية، وكانت النتيجة أن هناك من ساعد حماس على الانقلاب وقام باستلامها من أجل سبب واحد وهو منع الوحدة الوطنية، وما زال هذا السبب قائما، ومن يتحدث من هنا وهناك عن حماس أنه لا يريدها هو الذي اخترعها هو الذي ساعدها هو الذي مكنها من العمل حتى الآن في قطاع غزة، ونذكر أن هناك أموالا كانت تصل إلى حماس ويحملها نتنياهو أو مدير الموساد وينقلها إلى حماس شهريا، لماذا، حتى تبقى حماس قائمة حية تمنع الوحدة الفلسطينية.
هذا موقفنا، وإذا سئلنا ما موقفكم من الوحدة الوطنية، نحن طلاب وحدة وطنية مع كل الناس، دون تفرقة، أيا كان لونهم أو دينهم أو عقيدتهم، نحن مع الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة التي تشمل كل مناحي الحياة وكل المراكز وكل الجماعات وكل شيء، ولكن نريد أن نكون واضحين، من يريد الوحدة الوطنية فيجب أن يلتزم بمنظمة التحرير الفلسطينية البيت الفلسطيني الجامع، أن يلتزم بها ويلتزم بالتزاماتها، ثانيا أن يلتزم بالشرعية الدولية، نحن أصبحنا عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، واعترف بنا رسميا إلى يومنا 149 دولة، ومنها دول أوروبية، ولذلك على من يريد أن يكون جزءا منا ومن منظمة التحرير أن يعترف بهذا، ثم إن هناك دولة واحدة وليس 100 دولة، قانونا واحدا وليس 100 قانون، جيشا واحدا وليس 100 جيش، سلاحا واحدا وليس 100 سلاح، قلنا هذا في الجزائر وموسكو والصين والعلمين في مصر، وأنا كنت على رأس الاجتماع الذي تم في العلمين وكان المرحوم إسماعيل هنية موجودا ولم يقبل هذه المواقف رحمة الله عليه، إذا هذًا مطلبنا من يريد الوحدة الوطنية فعلى هذا الأساس، منظمة التحرير، الشرعية الدولية، دولة واحدة.
هذا موقفنا السياسي، نضيف إلى ذلك أننا في كل المحافل الدولية موجودون في مجلس الأمن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدوليتين في كل مكان، سنواصل العمل حتى نحصل على العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذا هو الموقف الذي نعمل عليه، وبصراحة إمكانياتنا سياسية ودبلوماسية وصمود وصبر، ولا نستطيع أن نقاتل ومن يقول غير ذلك، يريد أن يدمر البلد، وهذا ليس من مصلحتنا، لذلك أقول يجب وقف القتال في غزة، هناك أكثر من 200 ألف قتيل وجريح وهذا من غير المعقول، وهناك 80 أو 90 أسرة في قطاع غزة لم تعد موجودة، أي أنها شُطبت بشكل كامل من السجل المدني، يجب أن يعرف ذلك العالم، وأن يقف القتال.
نهنئكم بهذا المركز الاستشاري الجديد في محاربة أبشع أنواع الأمراض وهو السرطان، هذا شيء عظيم جدا، فعلا إنجاز مهم وشجاعة أن ندخل في هذا الموضوع، وهو صعب، لأنه يحتاج إلى أدوات وخبرة، وبدأنا نحارب الأمراض في بلدنا، ومن المهم جدا أن ظاهرة العلاج في الخارج بدأت تنخفض، وأتمنى أن يتلقى الجميع العلاج في الوطن وليس خارجه، وأعتقد أننا نستطيع أن نفعل ذلك فلا تنقصنا ة ولا العقل ولا الأدوات.
وهناك إلى جانب هذا المركز، يوجد مستشفى خالد الحسن، الآن سيبدأ بناؤه كاملا، ولدينا الإمكانيات كاملة، ومستشفى المطلع سيبني له فرعا في قلقيلية، وهناك في نابلس وجنين، وعندما تهدأ الأمور في غزة، يجب أن يكون هناك مستشفى لمحاربة السرطان في غزة.
أيها الإخوة والأخوات وضعتكم في عجالة بصورة الوضع السياسي، وأهنئكم بالوضع الصحي، وأحث الإخوة في الحكومة على تطوير مختلف القطاعات خاصة الزراعة والصناعة.
والسلام عليكم ورحمة الله