ضرورة مواجهة الكراهية المعادية للمسلمين المتفشية في الخطاب السياسي بأوروبا
قال حمزة يوسف، رئيس وزراء إسكتلندا الذي أعلن الشهر الماضي الاستقالة مع بقائه في منصبه حتى يتم انتخاب خليفته: “إنني كنت أول زعيم مسلم لدولة ديمقراطية غربية، والإسلاموفوبيا سممت سياستنا”. وأكد يوسف في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية وترجمته “عربي21”، أن “المشاعر المعادية للمسلمين أصبحت سائدة الآن، إلى درجة أن السياسيين بالكاد يكلفون أنفسهم عناء إخفائها”.
وذكر زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي أنه “في حين يتحسر كثيرون في العالم على صعود الشعبوية، فإن القليل منهم على استعداد لمواجهة حقيقة مفادها أن كراهية المسلمين هي التي تحرك الشعبوية في أوروبا والغرب”. وتابع: “في عام 2024، سيشارك ما يقرب من نصف سكان العالم في الانتخابات”، منوها إلى أن العديد من البلدان ذهبت بالفعل إلى صناديق الاقتراع، وفي عدد من البلدان وخاصة الأوروبية، تم تحقيق أكبر المكاسب من قبل أولئك الذين يكسبون أصواتهم من تشويه صورة المسلمين. وأردف حمزة يوسف قائلا: “أنا بكل فخر مسلم غربي. لقد حظيت بشرف عظيم وامتياز كوني أول زعيم مسلم لأي ديمقراطية غربية، ومع ذلك، فقد أصبح من الصعب على نحو متزايد إقناع إخواني المسلمين بأن أوروبا ليس لديها مشكلة مع وجودنا في حد ذاته”. وأشار إلى أنه “في المملكة المتحدة، من المرجح أن يكون حجم انتصار حزب العمال هو قصة اليوم، ولكن من المتوقع أيضا أن يحقق حزب الإصلاح في المملكة المتحدة بقيادة نايجل فاراج مكاسب كبيرة. وقد وضع استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “يوغوف” مؤخرا، حزب الإصلاح متقدما بنقطة واحدة على المحافظين”. ونوه المتحدث إلى أن “فاراج الذي قال خلال هذه الحملة إن المسلمين لا يشاركون القيم البريطانية، له تاريخ في الإدلاء بتصريحات معادية للإسلام”، موضحا أنه “في عام 2015، قال إن الناس لديهم مخاوف من المسلمين باعتبارهم طابورا خامسا”. وأكد أن “فاراج فشل في الفوز بالانتخابات سبع مرات، ورغم أنه يكسب أصواته من تأجيج نيران التوتر الديني والعنصري، فإن وسائل الإعلام البريطانية تبدو مهووسة بالترويج له”، مشيرا إلى أن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي أظهرت انتصارا لليمين المتطرف في العديد من البلدان.
ودعا رئيس وزراء إسكتلندا المستقيل إلى مواجهة الكراهية المعادية للمسلمين المتفشية في الخطاب السياسي بأوروبا، مشددا على أن “الخطر الحقوقي هو أنه من خلال استرضاء اليمين المتطرف، فإننا نخاطر أيضا بتشجيع المتطرفين الذين يستلهمون تنظيم داعش أيضا، وإذا سمحنا بحدوث ذلك، فإن العواقب يمكن أن تكون مدمرة”.