اخر الاخبار

صعود ترامب وشرخ العلاقات الأمريكيةالأوروبية

أمد/ منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022م شهدت الحرب تطوراتٍ عسكريةٍ وسياسيةٍ كبرى، فمع تداعياتٍ عالميةٍ طالت التحالفات الدولية وموازين القوى، وبعد صعود دونالد ترامب للحكم في البيت الأبيض برز عامل جديد يُهدد وحدة الغرب يتمثلُ في تصاعد الخطاب السياسي لـهُ ، فالرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية 2024م والذي أبدى تعاطفاً واضحاً مع روسيا وانتقاداً حاداً لدعم الولايات المتحدة لأوكرانيا وبعد وصولهُ للبيت الأبيض احدث شرخاً عميقاً في العلاقات الأمريكيةالأوروبية، وطرح تساؤلات حول مستقبل الصراع في ظل تقلبات السياسة الأمريكية.

بين الجمود والهجمات الاستراتيجية

1 الموقف العسكري الميداني

• جمود نسبي في الخطوط الأمامية: بعد الهجوم الأوكراني المضاد الفاشل في صيف 2023م لم تشهد الجبهات تحركاتٍ كبرى رغم استمرار الاشتباكات في دونباس وخيرسون.

• تصاعد حرب الاستنزاف: تكثيف الضربات الجوية الروسية على البنيةِ التحتيةِ الأوكرانيةِ بينما تستهدف أوكرانيا منشآتٍ نفطيةٍ وعسكريةٍ داخل روسيا باستخدام طائراتٍ مسيرة.

• التقدم الروسي التدريجي في دونيتسك: حيثُ سيطرت القوات الروسية على مدن مثل أفدييفكا مطلع 2024م مما يعكس تفوقاً في العتادِ والذخيرة.

2 الأزمات اللوجستية والتمويلية

• نفاد الذخيرة الأوكرانية: تعاني أوكرانيا من نقص حاد في الذخائرِ والدفاعاتِ الجويةِ بسبب تعثر المساعدات الغربية ووقف الأمريكية.

• التعبئة الروسية وتعويض الخسائر: نجحت موسكو في تعبئة مواردها الصناعية وتجنيد آلاف الجنود لتعويض خسائرها رغم التكلفة البشرية العالية.

التحول في الخطاب الأمريكي

أ/ موقف ترامب من الحرب

• انتقاد الدعم الأمريكي لأوكرانيا: وصف الحرب بأنها هدرٌ للأموالِ الأمريكية وأوقف المساعداتِ بعد فوزهِ في الانتخابات.

• إشادة ببوتين: أشاد مراراً بـ عبقرية بوتين السياسية واتهم بايدن بدفع أوكرانيا نحو الدمار.

• دعوات لحلٍ تفاوضي: اقترح أن على أوكرانيا التنازل عن أراضٍ لإنهاء الحرب وهو موقفٌ يقتربُ من المطالبِ الروسية وطالبها بدفع فاتورة الخسائر الأمريكية التي أهدرها بايدن من وجهة نظره.

ب/ تداعيات هذا الخطاب على السياسة الأمريكية

• انقسام داخلي: بين مؤيدين لاستمرار الدعم الأوكراني (الديمقراطيون ومعتدلو الجمهوريين) ومعارضين (يمين الحزب الجمهوري).

• سياسة مستقبلية: بعد فوزهِ شهدت السياسة الأمريكية انقلاباً كاملاً تجاه تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا مما انعكس على الحرب بشكلٍ جلي خصوصاً التراجع العسكري الأوكراني.

أوروبا بين التبعية والاستقلال الاستراتيجي

1 المخاوف الأوروبية بعد الانسحاب الأمريكي

• كان اعتماد أوروبا على الدعم الأمريكي: 70% فالمساعدات العسكرية لأوكرانيا كانت تأتي من الولايات المتحدة وبعد انسحابها باتت أوربا في مواجهةٍ مُنفردةٍ مع روسيا.

• تهديدات ترامب وتأثيرهُ على الناتو: وصف ترامب الحلف بأنه غير عادلٍ لأمريكا مما يثير مخاوف من انسحابٍ امريكيٍ جزئي منهُ.

2 محاولات أوروبية لتعويض الفراغ

• زيادة الإنفاق الدفاعي: أعلنت دول مثل ألمانيا وبولندا عن خطط لتعزيز صناعاتها العسكرية.

• مبادرات أمنية مستقلة: تدرس فرنسا ودول أوروبية أخرى خيارات دفاعية خارج إطار الناتو.

لم تعد الحرب في أوكرانيا مجرد صراعٍ عسكريٍ بل أصبحت اختباراً لوحدةِ الغرب في مواجهة التهديدات الاستراتيجية، وصعود الخطاب المعادي لأوكرانيا في الولايات المتحدة خاصة لـ ترامب يهددُ بتحولٍ جذريٍ في السياسةِ الغربيةِ مما قد يدفع أوروبا إلى إعادة حسابتها الاستراتيجية بعيداً عن الاعتماد على أمريكا.

ويظلُ السؤال الأكبر الآن والمُتمثلُ بـ هل ستتمكن أوروبا من ملء الفراغ بعد انسحاب أمريكا، أم أن بوتين هو المستفيد الأكبر من هذا الانقسام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *