صحيفة أمريكية تتساءل بسخرية: من يتحدث باسم ترامب مع حماس؟!

أمد/ واشنطن: يُحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ممارسة الدبلوماسية عبر مبعوثين خاصين، ولكن ماذا يحدث عندما يوجه المبعوثون رسائل مختلفة؟
تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الدليل الأول هو آدم بوهلر، المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، الذي أجرى محادثات مباشرة مع “حماس” من وراء ظهر إسرائيل، بمعزل عن العملية التي قادها ستيف ويتكوف، وهو مبعوث آخر لترامب.
وأطل بوهلر على التلفزيون يوم الأحد، للدفاع عن محادثاته، وقال إنه يجب “فهم” حماس و”التعرف على العناصر البشرية لهؤلاء الناس والبناء على ذلك”.
وتتساءل الصحيفة “هل يمتد هذا إلى تبني خطاب حماس؟”.
“سجناء” و “رهائن”
وأشار بوهلر مراراً إلى الرهائن الإسرائيليين بـ”السجناء”، بينما وصف الفلسطينيين المسجونين بـ”الرهائن”، الأمر الذي وصفته الصحيفة بأنه دبلوماسية هواة.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن بوهلر كان يستخدم الطائرة الخاصة لرجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري للسفر إلى المفاوضات، وهو مواطن أمريكي عاد إلى الضفة الغربية عام 1994، حضر بعض المحادثات.
وقال بوهلر إن إسرائيل “تتبادل أعداداً هائلة من الرهائن” الفلسطينيين “مقابل شخص واحد. وأقول إنهم عدد كبير من الرهائن. لن نجري مثل هذه الصفقة في الولايات المتحدة”.
وأضاف بوهلر أن حماس عرضت “تبادل جميع الأسرى”، أي إخلاء السجون الإسرائيلية، “وتهدئة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، حيث تُلقي حماس جميع أسلحتها”.
يشار إلى أن “الهدنة” هي ما حصلت عليه حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومن المشكوك فيه أن تكون حماس قد وافقت على نزع سلاحها، وتقول قطر إنها لم توافق.
وأضاف بوهلر أنه عرض أولي جيد، وهي جملة ستستخدمها حماس مع ويتكوف. وعندما سُئل عما إذا كان سيلتقي بحماس مرة أخرى، أجاب بوهلر “لا أحد يعلم. أحياناً تكون في المنطقة، وتمر بها”.
مجرد نقاش لم يثمر
وأوضح وزير الخارجية ماركو روبيو الإثنين، أن المحادثات المباشرة كانت “مجرد نقاش” و”لم تُثمر”، ويقود ويتكوف الآن المفاوضات في قطر، محاولًا التركيز على إطار عمل وقف إطلاق النار الذي اقترحه، كما لو أن بوهلر لم يتعثر قط.
وصرح ويتكوف يوم الإثنين، بأن المفاوضات تحتاج إلى موعد نهائي. إحدى الأفكار المطروحة هي إطلاق سراح الإرهابيين لبرامج مكافحة التطرف بدلًا من إبعادهم إلى الشارع. وقد يساعد هذا إسرائيل على إطلاق المزيد منهم مقابل التوصل إلى اتفاق.
في الأسبوع الماضي، طلب ترامب من حماس إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً “وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم”. لكن حماس لم يكن لديها ما يدعو للقلق في ظل منحها مساراً تفاوضياً جديداً ولقاءات مع بوهلر، مبعوث ترامب الذي استضاف أفكارها.
ولمنح ويتكوف فرصة، تسمح إسرائيل لحماس بوقف إطلاق نار حر. وأقل ما يمكن لترامب فعله هو عدم تقويض مبعوثه بإرسال آخرين إلى ساحة المعركة.