أمد/ إسلام آباد:  لم يتوقع الصحفي الباكستاني أحمد قريشي أن تنتهي زيارة قصيرة إلى إسرائيل في عام 2022، بإنهاء مسيرته الممتدة على مدى عقدين. فبعد مشاركته ضمن وفد باكستانيأميركي ولقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أقاله التلفزيون الباكستاني الرسمي، لتنفجر عاصفة سياسية في إسلام آباد.
في مقابلة مع جيروزالِم بوست العبرية من العاصمة الباكستانية، يستعيد قريشي تداعيات تلك الرحلة، ويرى أن التطورات الإقليمية اليوم خصوصاً نقاش انضمام باكستان إلى قوة دولية لاستقرار غزة تشير إلى تغيّر أسرع مما يعتقد كثيرون.

يقول قريشي إن زيارته كانت “إنسانية ومهنية”، نابعة من نشأته في الكويت بين الجالية الفلسطينية، لكنه فوجئ بتسييسها داخلياً.
وبينما اعتبر هرتسوغ مشاركة الوفد “علامة على تغيّر كبير”، شنّ سياسيون باكستانيون هجوماً على قريشي، خصوصاً بعد سقوط حكومة عمران خان، الذي ادّعى أن الزيارة جزء من “أجندة تطبيع مفروضة أميركياً”.
طُرد قريشي من عمله، لكنه يرى أن الحدث كشف عن شريحة واسعة من الباكستانيين “المستعدة لحوار مع إسرائيل إلى جانب دعم الفلسطينيين”، بحسب تعبيره.
لماذا لا تزال باكستان ترفض التطبيع؟
رغم موجات التطبيع في العالم العربي، لا يزال الجواز الباكستاني يحظر السفر إلى إسرائيل. ويصف قريشي هذا الموقف بأنه “إرث من الشعبويات العربية القديمة” التي لم تعد تعكس تطورات المنطقة.
ويكشف أن الاتصالات بين البلدين بدأت مبكراً وبصورة سرية، خاصة بعد التجارب النووية الباكستانية عام 1998، حين احتاج البلدان بوصفهما الدولتين النوويتين الوحيدتين في الشرق الأوسط الموسع إلى قنوات لمنع سوء الفهم.
ويرى أن “الحوار كان دائماً قائماً، لكنه غير معلن”.
قوة استقرار غزة: احتمال أول تنسيق رسمي مباشر
النقاش الدائر في باكستان حول إرسال قوات إلى غزة في إطار “القوة الدولية للاستقرار” قد يشكل، بحسب قريشي، نقطة تحول.
“أي قوات تدخل غزة يجب أن تنسّق مع الجيش الإسرائيلي، والخلية الأميركيةالإسرائيلية المشتركة موجودة داخل إسرائيل. هذا يعني أول تنسيق رسمي ومنظّم في التاريخ بين البلدين.”
باكستان وواشنطن: مصالح متبادلة
يوضح قريشي أن إسلام آباد تسعى لإعادة التموضع في الشرق الأوسط والانفتاح اقتصادياً، وهو ما ترحب به إدارة الرئيس دونالد ترامب. وقد انعكس ذلك في تخفيض الرسوم الأميركية على الواردات الباكستانية، وارتفاع مستوى التعاون الأمني والاقتصادي.
كما يعمل رئيس الوزراء شهباز شريف على تعزيز العلاقات، إلى حد الإعلان عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام.
“إسرائيل ليست تهديداً لباكستان”
يؤكد قريشي أن المجتمع الإستراتيجي في باكستان لا يرى إسرائيل خصماً جيوسياسياً، وأن العقبة الوحيدة هي القضية الفلسطينية. لكنه يشير إلى أن باكستان دعمت مبادرة السلام العربية عام 2002، وأن التطورات الحالية في غزة قد تفتح نافذة جديدة.
“عندما تنضج الظروف، العلاقة مع إسرائيل ممكنة بل حتمية”، وفق تقديره.

شاركها.