صحفي إسرائيلي: “قطر أفشلت صفقة وأقنعت حماس بالرفض”

أمد/ تل أبيب: كتب الصحفي والمحلل الإسرائيلي البارز يعقوب بردوغو صباح الأحد
مقالا تحت عنوان “قطر أفشلت صفقة؛ وأقنعت حماس بالرفض” عقب هجوم رئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو على قطر يوم السبت متهما إياه باللعب على الوجهين وعليها تحديد موقفها وأخذ صفها إما بجانب إسرائيل أو إيران وأعوانها.
وقال بردوغو في مقاله: “قطر عدوة الشعب اليهودي، وتحاربنا بدافع أيديولوجي”، وتابع مواصلاً هجوم نتنياهو أن “الجمهور أدرك أن حلم الدولة لجميع مواطنيها قد انهار. إسرائيل يجب أن تكون دولة يهودية”.
افتتح بردوغو حديثه صباح الأحد في برنامج “نشرة الصباح” بانتقاد لاذع لغياب تطبيق القانون ضد دعوات رفض الخدمة العسكرية. وقال: “لا يوجد تطبيق للقانون ضد الدعوات لرفض الخدمة على الشبكات صفر اعتقالات”، وأضاف: “أين رئيس الأركان الذي ينبغي عليه إيقاف هذه الحملة التي يقودها اليسار والإعلام، وعلى رأسهم القناة 12 وصحيفة يديعوت أحرونوت؟”
وادعى أن رفض الخدمة هو امتداد مباشر للخلافات حول الإصلاح القضائي قبل السابع من أكتوبر 2023، معبّرًا عن إحباطه من عدم تحرك رئيس الأركان والسلطات القانونية ضد الدعوات العلنية للعصيان العسكري.
الإعلام بدوره نال نصيبه من انتقادات بردوغو، الذي زعم أنه يواصل تغذية الانقسام بدلًا من توحيد الصفوف. وقال: “الإعلام لم يتعلم شيئًا من السابع من أكتوبر”، مشيرًا إلى أن “يديعوت أحرونوت تقود الدعوات ضد الحرب وتنشر الكراهية.” واتهم الإعلام بوصف الحرب بـ”حرب نتنياهو” بعد أسبوعين فقط من اندلاعها، مشيرًا إلى أن “نحوم برنياع دعا إلى وقفها”.
ووفقًا له، الإعلام، ومعه المعسكر الرسمي، ووزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق أهارون حاليفي، عارضوا الدخول إلى رفح، ودفعوا نحو ترتيبات تُبقي حماس وتهديد 150 ألف صاروخ من حزب الله فوق رؤوس الإسرائيليين. وقال: “طالبوا بترتيب في الجنوب والشمال يُبقي فوقنا الصواريخ التي تهدد إسرائيل”.
وأكد بردوغو أن الجمهور الإسرائيلي استخلص دروسًا جوهرية من السابع من أكتوبر، على عكس الإعلام. وقال: “الجمهور أدرك أن حلم الدولة لجميع مواطنيها انهار. إسرائيل يجب أن تكون دولة يهودية، والمفهوم القائل بجيش صغير وذكي قد سقط.” وأوضح أن المفاهيم القديمة، مثل الاعتماد على التكنولوجيا بدلًا من السيطرة على الأراضي، أثبتت فشلها، وأن الجمهور يدرك أن إسرائيل يجب أن تعتمد على هويتها اليهودية وقوة عسكرية كبيرة.
وأشار إلى أن تصاعد الدعوات لرفض الخدمة العسكرية يأتي نتيجة تراجع التهديد الوجودي: “الرفض يتزايد لأن الخطر الوجودي في السابع من أكتوبر تراجع. حماس لم تعد تشكل التهديد ذاته، والجيش الإسرائيلي على بُعد 85 كم داخل سوريا.” وبحسبه، فإن ضعف التهديدات من حماس، وحزب الله، وإيران، يتيح لبعض الجهات رفع رؤوسها والدعوة إلى العصيان، لكنه شدد على أن الجمهور الواسع قد تعلّم الدرس ويفهم أهمية الاستمرار في الحرب.
من المواضيع المركزية في كلام بردوغو كان دور قطر كجهة تُفشل صفقات إطلاق سراح الأسرى. وقال: “قطر أفشلت صفقة لإطلاق سراح عشرة أسرى أحياء وآخرين في إطار مبادرة فيتكوف. لقد أقنعت حماس بالرفض للحفاظ على سلطتها.” وربط ذلك بأيديولوجيا الإخوان المسلمين التي يشترك بها كل من قطر وحماس، وأضاف: “قطر وحماس تعتنقان فكر الإخوان المسلمين. إذا كُشف النقاب عن أسماء مسؤولين إسرائيليين أجروا صفقات مع قطر في فضيحة ‘قطرغيت’، فإن الدولة ستُصاب بزلزال سياسي.”
وادعى بردوغو أن قطر تعمل بدوافع مزدوجة: “قطر عدوة الشعب اليهودي، وتحاربنا بدافع أيديولوجي.” وأشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين، من بينهم شخصيات من الإعلام والأمن، أجروا تعاملات تجارية مع قطر، وأن كشف فضيحة “قطرغيت” سيهز الرأي العام. كما تطرّق إلى تغريدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي دعا قطر إلى الاختيار بين “همجية حماس والحضارة الغربية”، واعتبرها خطوة أولى لوقف الوساطة المزدوجة التي تقوم بها قطر: “هذه بداية المسار نحو وقف وساطتهم المزدوجة.”
ولم يوفر بردوغو اليمين من انتقاداته، وهاجم صمته إزاء التحديات الوطنية. وقال: “لدي انتقاد شديد لصمت اليمين المتدينين، أعضاء الليكود والوزراء”، وأضاف: “هم يظلمون الشعب بهذا الصمت.” كما تطرق إلى وزير العدل ياريف ليفين، قائلاً: “ليفين وقّع على أمور لن نتخلص منها لسنوات قادمة”، لكنه رفض التوسع في هذا الموضوع خلال الحديث. وختم قائلاً إن مهمته كمحلل هي انتقاد الجميع، بمن فيهم من “معسكره”، وعدم التسليم بأي شيء بعد السابع من أكتوبر.