شهداء وإصابات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.. وجيش الاحتلال يوسع عملياته البرية

أمد/ غزة: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة، وسط استمرار عمليات القصف ونسف المنازل في شمال بيت لاهيا شمالي القطاع، وبلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس.
ويستمر جيش الاحتلال بتنفيذ “توسع تدرجي” في عملياته البرية شمالي قطاع غزة وفي وسط القطاع بمحور نتساريم وفي جنوبه بمدينة رفح ومحيطها.
واستشهد وأصيب فلسطينيون جراء تواصل القصف والغارات الإسرائيلية على أنحاء غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في جنوب القطاع وتوغله إلى منطقة حي الجنينة غربي مدينة رفح.
وواصل سلاح الجو الإسرائيلي السبت استهداف مناطق متفرقة في قطاع غزة بغارات جوية، مع استمرار عمليات النسف للمباني السكنية في مناطق شمالي القطاع وعلى وجه الخصوص في بلدة بيت لاهيا.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الى 50,277 شهيدا، والإصابات إلى 114,095، منذ 7 تشرين الأول/ اكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 921 شهيدا، و2,054 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت أن 26 شهيدا، بينهم شهيد تم انتشاله، و70 إصابة، وصلوا مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأن عددا من الضحايا مازالوا تحت الركام وفي الطرقات لأن طواقم الإسعاف والطواقم المختصة لا تستطيع الوصول إليهم.
شهداء وجرحى
استشهد 17 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال ومدفعيته عدة مناطق من القطاع، عشية عيد الفطر.
واستشهدت 3 مواطنات وأصيب آخرون في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة غزة، كما استشهد مواطن في قصف طال مدينة الشيخ زايد شمال القطاع.
وقصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة البراوي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
وفي وقت سابق، استشهد 13 مواطنا في 4 غارات شنها الاحتلال الأولى استهدفت منزلا في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس وأسفرت عن استشهاد 6 مواطنين، أما الثانية فقد استهدفت تجمعا للمواطنين وأسفرت عن استشهاد طفلة بمخيم الشابورة في رفح، جنوب القطاع.
أما الثالثة فقد استهدفت عربة كانت تنقل عددا من المواطنين وأسفرت عن استشهاد 4 مواطنين شرق خان يونس، والرابعة استهدفت تجمعا للمواطنين وأسفرت عن استشهاد مواطنين اثنين.
كما أُصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف مركبة متوقفة في شارع المنشية في بلدة بيت لاهيا.
وقالت مصادر محلية إن مدفعية الاحتلال قصفت بشكل متقطع مناطق مختلفة من القطاع منها بيت لاهيا وغرب رفح بالجنوب، ووسط القطاع، وشرق مدينة غزة.
استشهد طفلان وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في قصف الاحتلال مخيم الشابورة ومنطقة البرازيل في مدينة رفح.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في مخيم الشابورة بمدين رفح، ما أد لاستشهاد الطفلة ماريا مصلح زعرب (9 أعوام) وإصابة خمسة مواطنين معظمهم أطفال.
وأضاف أن طائرة مسيرة للاحتلال أطلقت النار على منزل بشكل مباشر في منطقة البرازيل وسط مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد الطفل عبد الله سامر الشاعر، وإصابة والدته وشقيقته الطفلة.
استشهد 6 مواطنين، وأصيب آخرون، اليوم السبت، في استهداف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، لمنزل شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن الاحتلال استهدف منزل عائلة المواطن فتحي قديح في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 6 مواطنين بينهم زوجته، إضافة إلى كل من: فايز حمدان قديح، وعلاء حسين قديح، ومحمود فايز قديح، وحمودة فتحي قديح، وحذيفة سلمان قديح.
استشهد 7 مواطنين، وجرح آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على مدينتي غزة وخان يونس.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت عربة يجرها حيوان، في مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين عرف من بينهم: مالك عبد الله دهليز، وأنور حمدي حجازي، وعمران الحمران، وشهيدة لم تعرف هويتها.
وأوضحت أن طائرات الاحتلال استهدفت خيمة للنازحين في منطقة المواصي جنوب خان يونس، ما أسفر عن استشهاد المواطن مصطفى الغول.
كما استشهد مواطنان، وأصيب آخرون بجروح بين متوسطة وخطيرة، إثر قصف الاحتلال تكية خيرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
أوامر إخلاء جديدة
أصدر الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، “أوامر إخلاء” جديدة للمواطنين في ثلاث بلدات في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال أصدر “أوامر إخلاء” للمواطنين من بلدات عبسان والقرارة وخزاعة، مطالبا إياهم بالنزوح عن منازلهم وخيامهم بشكل فوري والتوجه غربا نحو منطقة المواصي.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في قطاع غزة في 18 آذار/ مارس وحتى صباح السبت، قتلت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، 921 مواطنا وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.
مفاوضات وقف إطلاق النار
سياسيًا، على صلة بمفاوضات وقف إطلاق النار، قال رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، مساء السبت إنه “تسلمنا قبل يومين مقترحا من الإخوة الوسطاء، تعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه، ونأمل ألا يعطله الاحتلال ويجهض جهود الوسطاء”.
ومن جانبه، ذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية مساء السبت، أن نتنياهو “عقد بالأمس مشاورات عقب المقترح المقدم من الوسطاء، وفي الساعات الأخيرة نقلت إسرائيل مقترحا بديلا بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الأميركية”.
اتصالات مصرية قطرية
قالت مصادر مطلعة لـ”الشرق” السعودية، إن وفدين مصري وقطري يجريان مباحثات مع مختلف الأطراف في محاولة للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى وهدنة مؤقتة قبل حلول عيد الفطر، وأن حركة “حماس” أبدت تجاوباً مع المقترحات المقدمة.
وذكرت المصادر أن الوفدين المصري والقطري عقدا عدة لقاءات مع وفد حركة “حماس” برئاسة خليل الحية، في الأيام الأخيرة، في العاصمة القطرية الدوحة، وجرى خلالها بلورة مقترح يقوم على إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً، على أن يجري بدءاً من اليوم الثالث منها الشروع في مفاوضات لاستكمال تبادل الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار.
وقالت المصادر إن المقترح استند إلى مفاتيح التبادل التي اعتمدت في المرحلة الأولى وهي إطلاق سراح 50 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية، مقابل كل محتجز إسرائيلي، ليصار إلى الاتفاق على مفاتيح التبادل لمن تبقى من المحتجزين الإسرائيليين في المفاوضات التالية.
وتضمن المقترح أيضاً عودة الجيش الإسرائيلي إلى المواقع السابقة التي تواجد فيها قبل استئناف الجولة الحالية من الحرب، وفتح معبر رفح أمام الجرحى والمرضى، ودخول المواد الغذائية والخيام والكرفانات والمواد الطبية وغيرها من المواد التي أعاقت إسرائيل دخولها في المرحلة السابقة.
وقالت المصادر إن الوفدين المصري والقطري يجريان اتصالات مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي بغية الوصول إلى اتفاق على التفاصيل.
وأشارت إلى وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق على هذه الأسس خلال الأيام القادمة التي تشهد عيدي الفطر والفصح.
وتبدأ احتفالات اليهود بعيد الفصح هذا العام في الثاني عشر من أبريل المقبل، وتستمر لمدة أسبوع.
واستأنفت إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس، عبر شن مئات الغارات الجوية على القطاع، ما أودى بحياة 921 فلسطينياً، وإصابة 2054 آخرين، منذ هذا التاريخ، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 إلى 50 ألفاً و277 وإصابة 114 ألفاً و95 مصاباً.
وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي 3 مراحل، انتهت المرحلة الأولى منه في 1 مارس الجاري، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امتنع عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية، قائلاً إنه يوافق على خطة من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تقضي بتمديد الهدنة إلى منتصف شهر أبريل مقابل إطلاق سراح نصف المحتجزين.
وقالت مصادر مطلعة على المقترح الأميركي لـ”الشرق” إن خطة ويتكوف كانت تنص قبل استئناف الحرب على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 50 يوماً إضافية، مقابل إطلاق سراح 5 محتجزين إسرائيليين، فيما طالبت إسرائيل بالإفراج عن 11 محتجزاً إسرائيلياً وجثامين 16، ووقف لإطلاق النار مدته 40 يوماً، بينما أرادت “حماس” إطلاق سراح محتجز إسرائيلي أميركي واحد، إضافة إلى جثامين 4 محتجزين يحملون الجنسية الأميركية.
تحركات مصرية
وعقد وفد أمني مصري اجتماعاً، الخميس، في الدوحة، مع مسؤولين في “حماس”، لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وإقرار “هدنة” خلال عيد الفطر، وعيد الفصح اليهودي، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع، بحسب مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لـ”الشرق”.
وقال المصدر إن الوفد المصري يسعى مع مسؤولين قطريين للاتفاق على الهدنة، موضحاً أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع كل الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار، والدفع باتجاه الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيراً إلى التحركات تجري بالتشاور والتنسيق مع الإدارة الأميركية.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن بلاده تسعى سعياً حثيثاً لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمضي في تنفيذ بقية مراحل الاتفاق الموقع في يناير الماضي.
وأضاف السيسي في كلمة خلال احتفال نظمته وزارة الأوقاف المصرية: “أجدد التأكيد على أن مصر ستظل تبذل كل ما في وسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة والسعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار والمضي في تنفيذ باقي مراحله”.
ودعا الرئيس المصري “الشركاء والأصدقاء” إلى حشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
وقالت مصادر أمنية لـ”رويترز”، الاثنين، إن مصر أجرت اتصالات الأسبوع الماضي، بخصوص مقترح جديد للتوصل إلى توافق لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة يتضمن تحديد جدول زمني لإطلاق سراح جميع المحتجزين، مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أميركية.
وأشارت المصادر إلى أن المقترح المصري ينص على أن تطلق “حماس” كل أسبوع سراح 5 محتجزين، بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.