أمد/ غزة في الاصل واحة خضراء،  مليئة بالورود ونباتات الفراولة، ذات الثمرة الورديّة ، تُشبه خدود حسانِ  بلاد الشام من حلب إلى دمشق وحتى نابلس والاندلس،

تكاثرت وتكالبت الدبابير على قصعة غزّة ونهشتها وافرغتها  وجعلتها خاوية إلا من الدمار والرُكام  والخراب ورائحة الغبار والبارود، وتساقط الحمم وسقوط الشهداء والجرحى،

اشجار نخيل غزة صامدة منتصبة شامخة لا تنحني إلا لله سبحانه وتعالى ولهبات النسيم المحملّة بعبق زهر بيارات برتقال وليمون يافا وحيفا، نسمةت الغرب الآتية من جنبات البحر الابيض المتوسّط،

النسيم مقابل رائحة البارود، والنخيل والبرتقال مقابل الحمم والصواريخ والقنابل،

العراقة والحضارة وحسن الاخلاق مقابل الهمجيّة والغطرسة والاستعلاء والاستعمار،

قصعة غزة كانت عامرة زاخرة تنضح وردا وحياة ومستقبل مُزهر مزدهر،

فغزتها الدبابير الحاقدة ودمّرت بناياتها ومستشفياتها ومساجدها وكنائسها، دمّرت حقول الورود ونباتات الفراولة،

لكن اشجار غزة ما زالت صامدة منتصبة تُضاهي قمم جبال الكرمل والجليل وعيبال وجرزيم

ويتردد صداها في جبال الاوراس في الجزائر، وفي دلتا نهر الميكونغ في فييتنام،

وفي لينينغراد وستالينغراد، مع ابطال الجيش الاحمر السوفييتي بقيادة الجنرال الفذ جوكوف،

وويتكوف، بهلوان العصر، يُريد تشليح قصعة غزة من منجبيقاتها، في الوقت الذي يعج ويضج فيه جيش الاحتلال الغازي سلاحا وطيرانا وميركافا وناقلات جند،

من يتوجّب نزع سلاحه هو المُعتدي الآثم الغازي المجرم، وليس من يدافع غن ذرات رمال شطّه وحواكير بيوته العتيقة،

قصعة غزّة بالرغم من تكالب الدبابير عليها، من قريب ومن بعيد، من ما وراء البحار والفيافي والقفار، ستبقى موجودة يحرسها الرجال الرجال من خان يونس إلى باب المندب.

شاركها.