أمد/ كتب حسن عصفور/ بدأت دولة الكيان العنصري وحكومتها الفاشية، تدرك أن غطرستها غير المسبوقة، وارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، مترافقة مع تجويع، لم تعد ممكنة “التسويق” الذي حدث في الأشهر الأولى لحدث 7 أكتوبر بل ربما لفترة قريبة عالميا، وانطلقت حركة مضادة رافضة لما تقوم به، ليس من منظمات ونشطاء، بل من دول كانت أقرب إليها من “الوريد السياسي”.

التحول الكوني ضد حرب دولة الفاشية اليهودية، تجاوز كل حسابات المنظومة السياسية الأمنية فيها، واستمر رئيس حكومتها المطلوب للعدالة الدولية كمجرم حرب ومطلوب في الكيان كلص فاسد، يمارس هواية الرقص السياسي باللغات المتعددة، دون أن يترك أثرا يقطع الطريق على طوفان التغيير العالمي، ولم تحد منه قوة الجدار الحديدي الأمريكي، أو الصداقة الخاصة مع بعض العرب.

تطور وتغير جوهري في السياسية العالمية نحو فلسطين، والتمسك بوجود دولتها، خاصة بعدما أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون، أنه استلم رسالة من الرئيس محمود عباس، موجهة لرئاسة مؤتمر تحالف “حل الدولتين” (شراكة فرنسية سعودية)، حددت رؤيته لطبيعتها، وبدون حماس سلاحا وفصيلا، وأن شركاء الدولة هم الملتزمين ببرنامجها.

كما أن رسالة “الشروط” العباسية حول دولة فلسطينية قادمة، تضمنت أيضا مراجعة المناهج التدريسية، وهو شرط غريب، دون تحديد دوافعه ومضمونه، وقد يكون “سيفا”، ولكن يبدو أنه بات شرطا من ضرورات الاعتراف.

شروط الرئيس عباس باتت التزاما عالميا، يتم الإشارة إليها، أو استخدامها عند أي إعلان دولة غربية أو دولة ما بأنها تتجه للاعتراف بدولة فلسطين، ما يشير أنها ليست رسالة شروط “ترضية”، بل قيد مبكر، لا يجب التلاعب به، أو التذاكي عليه.

لعل رسالة “الشروط” العباسية تمثل قاطرة وقوة دفع نحو تكريس مكانة دولة فلسطين اعترافا وحركية، فلن تضيرها شروطا تكبيلية ما، مقابل مواجهة مشروع “الإزاحة” الأمريكي اليهودي المشترك، كي لا يدخلنا البعض في مسارات كيف ولما وحيث وأنه، وهو بذلك يخدم العدو بنقاب “حرص فارغ”…

لكن، وتعزيزا لقيمة رسالة “الشروط” العباسية”، التي باتت وثيقة من وثائق المؤتمر العالمي لـ “حل الدولتين” في سبتمبر القادم بالأمم المتحدة، من الصعب التراجع عنها، بات من الأهمية السياسية المضافة، أن تعد الرئاسة الفلسطينية وثيقة مادة حول شروط التعامل مع دولة الكيان، وكيفية العلاقات معها قياسا لذات القياس السياسي الشرطي، خاصة بعد تصريحات رأس الحكومة الفاشي نتنياهو حول إسرائيل الكبرى، رسالة تؤكد على:

 *ضرورة أن تحدد دولة الكيان موقفها من قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالصراع، ومنها قرار الاعتراف بدولة فلسطين وحدودها المقرة.

*تلتزم بعدم مشاركة أي قوة حزبية في الحكومة أو البرلمان ذات طابع عنصري فاشي، وهناك مثال صارخ بن غفير وسموتريتش.

*مراجعة المناهج العامة والموقف من فلسطين والشعب الفلسطيني.

*وضع قانون حرمان مشاركة القوى العنصرية الفاشية في الانتخابات البرلمانية.

*إزالة خريطة إسرائيل الكبرى من مقر الكنيست.

*التزام إسرائيل بملاحقة قوى فاشية مسلحة تعمل ضد الفلسطينيين.

شروط مقابل شروط، ليس معادلة افتراضية في مسابقة افتراضية، لكنها شرط الضرورة لأي عملية سياسية قادمة، خاصة مع تصاعد الفاشية بقوة وسرعة داخل الكيان، وسيطرة أعداء الفلسطنة بشكل واسع على المشهد العام، وهي حماية حقيقية لكل عملية سلام ممكنة، بعد تجارب سابقة، خاصة اتفاق إعلان المبادئ (أوسلو) الذي عمل نتنياهو وقوى الفاشية بالتحالف مع حماس وأطراف عربية وفارسية لوقف مساره.

مطالبة الرئيس عباس والرسمية الفلسطينية برسالة “شروط مضادة”، ضمانة لفكرة التحالف العالمي حول “حل الدولتين”، ووضع قواعد محاسبة بآليات تنفيذية يمكنها أن تمثل قوة حقيقية فارضة، بدلا من سياسة المناشدة التقليدية السائدة منذ سنوات، دون أن تردع نمو العنصرية والفاشية في دولة الكيان، بل زادتها قوة وتمكين.

التطورات السياسية الأخيرة في دولة الكيان وتصريحات نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى”، سلاح جديد يمكن الاستفادة القصوى منه، ربما هو الأهم في معركة الشرعية منذ انطلاق مؤامرة أكتوبر 2023.

ملاحظة: يبدو أن قلب الإنسان الكاتب الأديب صنع الله إبراهيم، لم يحتمل ما يرى وما يسمع ما يحدث لشعب عشقه..وقضية غرق بها حبا..فقرر الذهاب بعيدا..صنع الله إبراهيم إنسان وأديب لم يكن صاحب ضجيج صوتي لكنه كان الأكثر ضجيجا بما كتبه وهمس..إنسان لم يكتب للمتاجرة..لم يبحث شهرة كاذبة..صنع الله فلسطين التي عشقت لن تنساك..سلاما يا إنسان..

تنويه خاص: حلو كتير انه تفرض فلسطين حالها على مباراة للاتحاد الأوروبي..يافطة وشعارات يمكن الحكي بأنها صفعة مرتبة على قفا الفاشيين..وطبعا شكرا يا محمد صلاح اللي فرضتها عليهم..لكن كتير مهم أنه العمل يستمر لطرد اتحاد الكيان من هيك مسابقات..الرياضة نظافة مش لقذارة الفاشية..

لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص.

شاركها.