أمد/ تل أبيب: كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن شروليك أينهورن، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تلقى أموالاً عبر شركة يملكها في صربيا مقابل حملة تأثير لصالح قطر كانت موجهة لصحفيين إسرائيليين.

ويأتي هذا الكشف في سياق تحقيق أوسع يُعرف بـ”قضية قطر”، والذي شمل أنشطة شركة الاستشارات الاستراتيجية “Partners Insight” التابعة لأينهورن. وتفيد التقارير أن الشركة تلقت أكثر من مليوني دولار في عام 2024 من خارج صربيا.

حملتان لقطر: “Lighthouse” ورسائل للصحافة الإسرائيلية

اعترف أينهورن بإدارته لحملتين هدفتا تحسين صورة قطر. الأولى، حملة إعلامية واسعة سُميت “Lighthouse” أعدتها شركته “Perception”، وهدفت إلى تصوير قطر كدولة صديقة قبيل مونديال 2022.

وقد تم تحويل أموال هذه الحملة، التي استمرت حتى خلال الحرب، إلى شركة “Perception” عبر شركتين إسرائيلية وأجنبية.

أما الحملة الثانية، التي كانت موجهة بشكل مباشر للصحافة الإسرائيلية، فكان شريكاً فيها اللوبي الأمريكي جاي فوتلك، الذي يعمل لصالح قطر.

واستهدفت هذه الحملة تمرير رسائل لوسائل الإعلام الإسرائيلية تبرز أهمية قطر كوسيط في صفقة تبادل الأسرى.

في التحقيقات، ادعى أينهورن أن حملة “Lighthouse” لم تكن موجهة لإسرائيل، وأن أورِيخ، المستشار المقرب من رئيس الحكومة، لم يكن متورطاً في الحملة الثانية الموجهة للصحفيين الإسرائيليين، وأن نشاطه فيها كان بصفته مواطناً خاصاً.

ورغم نفي أينهورن استهداف “Lighthouse” لإسرائيل بشكل مباشر، إلا أن إحدى الفئات المستهدفة في الحملة كانت الجاليات اليهودية.

قيود أمنية على النشر وصفقات أسلحة

فرض الادعاء العام في صربيا أمر حظر نشر على أجزاء من التحقيق، متذرعاً بأسباب تتعلق بالأمن القومي الصربي، خاصة تلك المتعلقة بصفقات أسلحة.

وقد كشفت “هآرتس” أن أينهورن ساعد إسرائيل في الحصول على أسلحة خلال الحرب، وتوسط بين الحكومة الإسرائيلية والسلطات في صربيا بناءً على طلب من مكتب رئيس الحكومة.

وبحسب الصحيفة، طلب مكتب نتنياهو من أينهورن استخدام علاقاته مع رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء الجبل الأسود ميلويكو سباتشيتش لتوفير أسلحة لإسرائيل وفتح مسارات نقل إليها.

ويُشير التقرير إلى أن حجم تصدير السلاح الصربي لإسرائيل في عام 2024 ارتفع ثلاثين ضعفاً مقارنة بعام 2023.

تسريبات ومخالفات قانونية في “قضية بيلد”

في سياق قضية “بيلد”، تتهم السلطات أينهورن بتسريب معلومات سرية، وتقديم رشوة، وتلقي منفعة بالاحتيال، وخيانة الأمانة، وغسيل الأموال. ويُشتبه بأن يوناتان أورِيخ وفلدشتاين، المتحدث السابق باسم رئيس الحكومة، تلقيا أموالاً من فوتلك مقابل الترويج لقطر في إسرائيل.

كما يتهم فلدشتاين بنقل معلومات سرية محظورة للنشر من قبل الرقابة العسكرية إلى صحيفة “بيلد” الألمانية، بالتنسيق مع أورِيخ وأينهورن.

ووفق “هآرتس”، التقى أينهورن في لندن مع مسؤولين قطريين وممثلين عن الشركة التي يملكها الجنرال المتقاعد يوآف مردخاي وعميل الموساد السابق، والتي كانت القناة الرسمية للتواصل مع قطر في حملة “Lighthouse”.

كما عرض أينهورن قائمة بعملاء آخرين غير قطر قدم لهم خدمات عبر شركته في صربيا.

شاركها.