اخر الاخبار

سوريّا من المُرِّ إلى الأمرّ

أمد/ لايختلف اثنان داخل سوريا وفي جوارها وحواليها، وفي العالم أن حُكم آل الاسد الفئوي الطائفي الدموي القمعي، كان مُرّا، يصل إلى حدّ العلقم،

لكن، وهناك دائما ولكن في اللغة والثقافة الاسبانية، كانت هناك دولة وجيش وسياسة مرسومة وصداقات وعداوات واضحة المعالم، ثابتة او مُتحرّكة،

وكان لسوريا وزن ودور اقليمي، اتفقنا معه أو اختلفنا، لكنه موجود، ومرسوم على الخارطة،

وكلّ هذا الذي اسلفنا الحديث عنه إنهار في يوم واحد، يوم سقوط دمشق بأيدي جماعة الجولاني، الذي تحوّل، في ليلة ما فيها ضو قمر، إلى الشرع ، وما بين الجولاني والشرع بدلة سموكن سوداء وربطة عنق حمراء، وتشذيب وتزبيط وهندسة اللحية، وتغذيتها بافخر انواع العطور الفرنسية،

هكذا اضحت سوريا، يا سادة يا كرام يا اجاويد، قارورة مُلتبسة، بلا لون ولا طعم ولا رائحة، ولا احد يعرف كنه محتواها، وماذا يمكن ان تُخرج المغرفة من قِدر قارورتها؟؟؟!!!،

لقد ذاب الثلج في سوريا سريعا، وبان المرج، مرج اصحاب اللحى، بأن ما يهمهم في الحقيقة والواقع، هو بالضبط ما كان يهم آل الاسد وحكمهم وتسلّطهم!!!،

لقد ركنوا اسلحتهم، اسلحة الفاتحين حينها، في مغارات عميقة، ولبسوا البدلات الانيقة، ووجهوا بعضا من سلاحهم، حتى لا يُصيبه الصدأ، إلى صدور ابناء شعبهم، بغض النظر عن الاسماء والمسميات والسجل الطائفي والعائلي،

أما سلاحهم باتجاه هضبة الجولان المحتلة قديما حديثا، وحتى باتجاه جنوب سوريا المحتل حديثا، تدوسه جزمات جنود يوشع بن نون، فقد حافظ على سُباته، أي سلاحهم،  مكمّما وكانه في حالة طوارئ وباء الكورونا،

والحالة هذه، ومع ضبابيّة ما يجري في بلاد الشام، وكثرة الاصابع التي تتدخّل في الشقوق والثقوب والفسحات، فإن مياه نهر بردى الداكنة ستزداد سوادا، حتى يأتي ما يُخالف ذلك، شباب سوري من نوع جديد يمتطون احصنة مُجنّحة من نور، يوجهون نار طبنجاتهم ومنجنيقاتهم، إلى الاتجاه الصحيح.

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *