اخر الاخبار

سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر ملالي طهران

أمد/     انتصرت الثورة السورية وأفرحت شعوب أمتينا وأحرار العالم رغم أنوف الأعداء والخصوم وقُضي الأمر، وها هي سوريا وشعبها تمر بعصر جديد يلبي طموح السوريين، ولن يحدد هذا العصر ملامح سوريا وحدها لا بل ملامح المنطقة بأسرها، ومن البديهي حين تنتصر ثورة ما أن يناصبها العداء من تضرر منها أو يخشى أصدائها وإشعاعاتها، ففي الحالة السورية شكل انتصار ثورتها العنيدة أكبر الضرر لملالي إيران إذ تم كنسهم من سورية بصورة ذليلة وكاسحة بعد أن اطمأنوا، وتوغلوا، وسيطروا على الأراضي السورية المفضية بمنتهى السلاسة إلى لبنان عبورا وتحكما واستحكاما دون أية منغصات، بحيث أضحت بيدهم أهم المفاتيح التي تخدم مشروعهم الطائفي(الحلم) الذي صرفوا لأجله مليارات الدولارات، وضحوا في سبيله بخيرة قادتهم أمثال ( نصراللات، وسليماني، ومغنية…إلخ).

 لقد برزت محاولات إفشال انتصار الثورة السورية منذ أسبوعها الأول بشكل سافر وعلني، فقد دعى كبيرهم الذي علمهم السحر( خامنئي) أتباعه للقيام بثورة مضادة، فاستنهض خلاياه النائمة للانتفاضة بوجه الثورة، وكذا وزير خارجيته (عرقجي) نحى نفس المنحى، فأرغى وأزبد وتوعد بكل صفاقة، زاعما أن ثوار سورية أتوا للقضاء على السلم الأهلي عبر تواصلهم مع الإمبريالية العالمية التي تقف وراءهم كما ادعى، فتحركت النفوس الضعيفة، وقامت بالمظاهرات المناوئة في بعض المدن السورية بوقت واحد مدروس ومخطط له لدرجة أن الأمر وصل إلى تبادل إطلاق  النار في بعض الجيوب المستعدة والجاهزة راح ضحيته قتلى من الطرفين، فكانت النتيجة هزيمة نكراء لـ موالو الملالي وأتباع الأسد الهارب، وفي حقيقة الأمر لم يتجرأ هؤلاء العملاء على الاستنفار والمقارعة لولا التسامح الذي أظهرته قيادة الثورة منذ بداية انتصارها الساحق بزعامة قائدها السيد(أحمد الشرع) الذي يريد وطنا يتسع للجميع، إذ خاطب كل مكونات الشعب السوري بلغة الدولة البعيدة كل البعد عن مفهوم الانتقام، فتبين لاحقا أن الفهم القاصر لهؤلاء الشراذم الأتباع لا يستطيع الارتقاء إلى مستوى اللغة الحضارية التي خوطبو بها، فكانت انتفاضات ومواجهات في أكثر من مدينة إلى أن تصدى لهم الثوار وتعقبوهم، فاعتقل من اعتقل وهرب من هرب، ومازالت مطاردة فلولهم قائمة، وتم الإبلاغ  بأن كل من امتلك السلاح يجب عليه تسليمه للدولة خلال مهلة قصيرة وإلا سيكون العقاب وخيما.

إن خطاب التعايش السلمي الذي أطلقته قيادة الثورة على لسان قائدها السيد (أحمد الشرع) منذ تحرير سورية من براثن ملالي إيران، والأسد الفار كان خطابا سمى فوق كل المثالب والملامات، ترك صداه الطيب داخليا وخارجيا؛ لكن فلول الأسد والبؤر التابعة لملالي الاستبداد لم يستوعبا الهزيمة النكراء التي مُنيا بها، وبقيا يحلمان بعودة الأمور إلى سابق عهدها لتستمر السيطرة والارتزاق واستباحة سورية والعبث بمقدراتها مع زعزعة أمنها واستقرارها.

إن أي متتبع منصف لمجريات الأمور يجد أن الثورة السورية بفضل وعي قيادتها استطاعت أن ترتقي إلى احتياجات المرحلة الراهنة وضروراتها، فوجود الأذناب وتبعيتهم، وقابليتهم للتحرك المضاد ما هو إلا تشويه لانتصار الثورة السورية لا يمكن السكوت عنه أو الاستكانة إليه.. فالأفعى دائما ملمس جلدها ناعم، وبداخلها يكمن السم الزعاف، لذلك اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن من أولى أولويات سورية اليوم وعلى رأس اهتماماتها تحصين الثورة من كيد الغادرين سواء عبر الحدود لقطع الطريق على ذيول الملالي ومرتزقتهم، والإبقاء على (احمرار العين) الثورية في الداخل إلى حين استقامة الأمور، وتحقيق الاستقرار المطمئن لشعب أنهكته الحرب، والتأكيد على سلامة النهج وصوابه عملا وتعاملا وصولا إلى تأمين عيش كريم تجلله العدالة المجتمعية، ويكسوه الرخاء المنشود بعد ولادة قيصرية لحرية طال انتظارها وتطاولات أخذت مداً لا يُحتمل الصبر عليه ولا يمكن طيه بالتسامح.

بعض الدواء أفضله الكي وقلع نظام الملالي من الوجود وكي وحرق آثاره هو خيار المنطقة الوحيد ولا حل غيره.. وليكتمل انتصار الثورة في سوريا لابد من القضاء على وباء الملالي في إيران والعراق ولبنان، واليمن في نهاية المطاف…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *