سوريا وحماس و”النوايا الطبية” مع عدو وعدو!

أمد/ كتب حسن عصفور/ يوم الأحد 11 مايو 2025، خرج رأس الحكومة الفاشية في دولة الكيان نتنياهو، ليظهر بدور “البطولة” بأن فرقة خاصة من جيشه وجهازه الأمني استعاد رفات أحد جنود جيش العدو (تسفي فيلدمان)، بعد 43 عاما من مقتله في معركة عين السلطان خلال حرب المواجهة عام 1982.
بيان رأس الحكومة الفاشية “مدعي البطولة”، لم يكن سوى “هدية إنسانية” قدمها النظام السوري الجديد، بعد مسلسل لقاءات أحمد الشرع مع وفد من دولة العدو في أبو ظبي، كشفتها وسائل إعلام عبرية، لم يتم نفيها من أي طرف من أطراف العلاقة.
“الهدية الإنسانية” بتقديم رفات فيلدمان، جاء بعدما اعتقلت أجهزة الأمن السورية د.طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة ومدير مكتبه، كون الجبهة تعلم مكان وجود رفات جندي دولة الكيان في مقبرة بمخيم اليرموك، ما سهل عليهم الوصول له وتقديمه لحكومة نتنياهو.
ان تتفاوض حكومة الشرع مع دولة الكيان، فذلك شأنها، أي كانت السبل والطرق والوسائل، لكن ما لم يكن حقها أبدا، أن تقوم بعملية خطف رفات جندي من جيش الاحتلال، والذي قتل خلال معارك دفع فيها الفلسطيني ثمنا غاليا، وتقوم بتقديمه كـ “هدية” خاصة لمجرم الحرب وحكومته.
كان يمكن أن تقوم حكومة الشرع أو الطرف الوسيط بينها وبين حكومة العدو، بطلب عملية تبادل أسرى، مقابل ذلك الرفات، ولن تعارض حكومة الفاشية ذلك، أما أن يخطف ثم يهدى وكأن الفلسطيني الذي دفع ثمنا ليس بذي صلة فذلك “انحدار سياسي”، ومؤشر أن بحث تحسين علاقات حكم بدولة الكيان يمر على حساب فلسطين.
كان يمكن أن تتحول عملية تبادل الرفات بأسرى إلى فعل إيجابي، أو تأكيد بأن القضية الفلسطينية لن تكون قناة بيع وعبور لتعزيز مصالح خاصة مع الفاشية اليهودية، وهي الفرصة السياسية التي أضاعتها حكومة الشرع، بل خسرت كثيرا وسجلت سقوطا سياسيا مبكرا في استخدام مسألة مرتبطة بفلسطين لحسابات ضيقة ضارة.
الاعتقاد بأن دولة الفاشية اليهودية تحتفظ للحكومة السورية بإيجابية “هديتها الخاصة” ليس سوى وهم كبير، ومن يحاول أن يجرجرها يتغابى عن الهدف الجوهري للدولة اليهودية من عدوانها داخل سوريا، وعينها على الوصول إلى الفرات ضمن شعارها التلمودي، من “النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل”.
والفضيحة، التي وقع بها الإعلام العبري، وردده بعض الإعلام الخليجي، ان وثيقة بخط الخالد ياسر عرفات هي من أوصل إلى مكان وجود الجندي، وتجاهلوا أن ما نشروه وثيقة تعود إلى عام 1980، والمقتول عام 1982، وقبلها أن ياسر عرفات خرج من سوريا ولم يعد لها، لكن “ترويج الكذب” كان بدائيا وغبيا.
بعد أقل من 24 ساعة، أعلنت حماس بأنها ستطلق سراح رهينة مزدوج الجنسية، بعد “تفاوض مباشر” مع وفد أمريكي في العاصمة القطرية الدوحة يوم 12 مايو 2025، وسارعت وسائل إعلام حماس والجماعة الإخوانية إلى جانب القطرية لتسويق الحدث وكأنه “اختراق تاريخي”، وأن أمريكا فاوضت حماس مباشرة من وراء ظهر حكومة نتنياهو.
التسويق المستغرب بأن حماس حققت “كسبا تاريخيا” بتفاوضها مع أمريكا، تجاهل أنها بدأت اللقاءات مع ممثلي الأمريكان منذ عام2007، ولم تنقطع أواصر تواصلهم، خاصة وأن أمريكا هي من أنجبت حكم حماس الانفصالي في قطاع غزة، بالاتفاق مع دولة الكيان وقطر عام 2006، ورعتها تمويلا.
حماس، عبر إعلامها وكتابها وناطقيها عملت على نشر الخديعة بأن الصفقة مقابل وقف حرب وفتح معابر ودخول مساعدات الإنسانية، ولأن حبل الكذب قصير جدا، ردت حكومة الفاشية اليهودية فور وصول الرهينة الى حضن امه، بعمليات قصف، ثم اغتيال الصحفي الفلسطيني حسن اصليح داخل مجمع ناصر الطبي واغتيال مسؤول أمني كبير في حماس.
حكومة نتنياهو ردت على “هدية حماس لأمريكا” بعملية إجرامية، ليس اغتيال صحفي ومسؤول فقط، بل لمن غرق بوهم أن رأس حكومة الكيان بات مقيد اليدين في العمل العدواني على قطاع غزة، ليؤكد أن يده الطويلة لا تقيدها “أوهام” ينتجها بعض سماسرة السياسة الباحثين عن ذاتهم.
قيادة حماس التي تفعل كل ما يراد منها قطريا، اعتقادا بأن ذلك طريق النجاة لها من اليوم التالي، وبأن أمريكا ستقبل وجودها في النظام “الجديد”، ليس سوى وهم كبير، ومحاولة تسويق الخلاف بين إدارة ترامب وحكومة الفاشية اليهودية ورئيسها نتنياهو، وكأنه عامل يمكن استغلاله يكشف حجم الجهل السياسي بحقيقة إدارة ترامب التلمودية، التي تقود هي تعزيز مشروع التهويد والتطهير.
“هدايا” حكومة الشرع وحماس “الإنسانية” لأمريكا والكيان، كشفت أن البعض يلهث بكل السبل لحماية ذاته أي كان الثمن، وقد لا يكون ثمنا مقابل.
ملاحظة: “أم الغرائب” اللي ما حكى عنها الأقدمون..أن تقوم دولة “عربية” بإهداء رئيس أمريكا طيارة حقها 500 مليون دولار..تخيلوا أن تقوم مثلا النرويج أحد أغنى دول العالم بمثل هيك عمل..مش بس الحكومة بتروح في ستين داهية..لكن المملكة كلها بتصير كان هنا بلد…في بلادنا ..الدونية صارت جينية في دم حكام لا يشبهون الناس..ولا هم أصلا أولاد ناس..
تنويه خاص: رئيس ألمانيا طلب من زوج سارة ما يزورهم لآنه مطلوب كمجرم حرب..وبرلمان منطقة بروكسل البلجيكية قرر ضرورة محاسبة قادة الاحتلال وتنفيذ مذكرات التوقيف الدولية ضدهم..بتصدقوا أن الغرب قايم قاعد ضد فاشية دولة الكيان..والعرب قايمين قاعدين كيف يدللوا دولة الكيان..قال ارفع راسك فوق أنت عربي حر..آه يا زمان الوصل..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص