سقوط أكذوبة “قطع رؤوس الأطفال” خلال “طوفان الأقصى”
بدأت الكذبة الصهيونية بخصوص العثور على أطفال مقطوعي الرؤوس على يد مقاتلي المقاومة الفلسطينية خلال معركة “طوفان الأقصى” في الانهيار والاضمحلال، بعدما أثبتت تحقيقات صحفية معمقة أنها مجرد إشاعات لتبرير حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة وتشويه المقاومة الفلسطينية، لينقلب السحر على الساحر ويجد الكيان الصهيوني نفسه في مواجهة اتهامات بالتضليل والتلاعب الإعلامي.
وقد شهدت هذه القصة وتفاصيلها انتشارا غير مسبوق، حتى إن العواصم الغربية الحليفة مع الكيان تتحدث عنها لحد الآن في المنابر الدولية، لاسيما مجلس الأمن الأممي، من أجل تبرير تصنيف حركة حماس في خانة “الإرهاب”.
وقالت “لوموند” إنها قامت بتحقيق لإلقاء الضوء على شائعة ولدت عضويا، من مزيج من المشاعر والارتباك والمبالغة المروعة، حيث حاولت سلطات الاحتلال استغلالها، ما أدى إلى تأجيج الاتهامات بالتلاعب بوسائل الإعلام.
واستندت الصحيفة في تحقيقها على ما نقله مراسلها في القدس، صامويل فوري، الذي شارك في الزيارة التي نظمها جيش الاحتلال لعشرات الصحفيين والمراسلين الأجانب إلى كيبوتس كفار عزة، حيث قتل 60 شخصا، مؤكدا أنه لم ير أي جثة لأطفال، بل لم يقل أي مصدر صهيوني سواء من الجيش أو الجمعيات الإغاثية بهذه الرواية.
وأشارت الصحيفة أن أعضاء إحدى المنظمات اليهودية المتطرفة وطبيب ناطق بالفرنسية يدعى مايكل ليفي كانا وراء نشر الإشاعة، في محاولة للاستفادة من “المأساة” لجذب التبرعات.
ورغم نفي المكتب الصحفي لحكومة الاحتلال هذه الإشاعة، إلا أنها انتشرت كالنار في الهشيم، واستخدمتها لاحقا الحكومة الصهيونية والناطق باسم جيش الاحتلال والإعلام العبري والغربي بشكل واسع من أجل تأجيج مشاعر المجتمع الصهيوني والغربي وتبرير الحرب الوحشية على غزة، رغم غياب أي دليل يثبت صحة هذه الإشاعات.
وأكدت الصحيفة أن الحقيقة بدأت تطفو إلى السطح بعد أن بدأ صحفيون غربيون ومؤثرون مؤيدون للقضية الفلسطينية في تسليط الضوء على الإشاعة وتأكيد غياب أي دليل على صحتها، وهو ما كشف الدعاية الصهيونية والتلاعب الإعلامي الذي صاحب الإشاعة.
ورغم بروز حقائق تفند هذه الإشاعة إلا أن “لوموند” أكدت أنها لا تزال متداولة داخل الكيان كأنها حقيقية، والتشكيك فيها يعني بالنسبة لجزء كبير من الصهاينة التشكيك في هجمات 7 أكتوبر.
من جهتها، دعت حركة حماس الدول والحكومات والمؤسسات التي تبنت هذه الإشاعة إلى التراجع عن مواقفها، مؤكدة في بيان: “تحقيق لوموند حول الدعاية الصهيونية الزائفة التي رافقت أحداث 7 أكتوبر هو خطوة جديدة لفضح السلوك الفاشي لحكومة الاحتلال”.
وأضافت أن الاحتلال “اعتمد على استغلال هذه الروايات ونشرها للتحريض على شعبنا الفلسطيني وتبرير المجازر والفظاعات وحرب الإبادة التي يشنّها ضد المدنيين العزل في قطاع غزة”.
وطالبت حماس الدول والحكومات والمؤسسات التي تبنت الرواية الصهيونية الكاذبة بـ”التراجع فورا عن مواقفها ضد شعبنا ومقاومته”، كما طالبت وسائل الإعلام المتورطة بـ”الاعتذار عن مساهمتها في تشويه نضال شعبنا الفلسطيني وتكثيف الجهود لنشر وتوثيق الجرائم التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة، من حرب تجويع ومجازر وإبادة ممنهجة على يد جيش الاحتلال”.