ساعات حاسمة للمفاوضات بين حماس وإسرائيل
أمد/ تتواصل حاليا محاولات الوصول ل صفقة لتخليص غزة من براثن الحرب الإسرائيلية وتبادل الرهائن ، غير أن هناك عدد من النقاط الدقيقة في هذا الصدد ومنها إعلان حركة حماس من قبل عن وقف جميع المفاوضات المتعلقة بالرهائن، مبررة ذلك بإصرارها على ضمان بقائها في السلطة في قطاع غزة.
هذه الخطوة تأتي في سياق محاولاتها لترسيخ موقعها السياسي والعسكري، رغم تصاعد الانتقادات الإقليمية والدولية لدورها في تصعيد التوترات. ويبدو أن الهدف الأساسي لحماس من هذا التمسك بالسلطة هو الحفاظ على قدرتها على تنفيذ هجمات مشابهة لما حدث في 7 أكتوبر، وفقًا لتصريحات قياداتها.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن وضع ورقه تقدير موقف تطرفت لهذه القضية ، وهي الورقة التي تناولت قراءة في موقف حماس .
وعن الأهداف الاستراتيجية لحماس تقول الورقة أن حركة حماس تسعى إلى استخدام ملف الرهائن كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، سواء كانت ضمانات دولية لدورها المستقبلي في غزة أو تحسين موقفها التفاوضي مع الأطراف الإقليمية.
بالإضافة إلي تعطيل المفاوضات ، الأمر الذي يُظهر رغبتها في تأكيد سيادتها على غزة وإرسال رسالة بأنها اللاعب الرئيسي الذي لا يمكن تجاوزه.
وعن استخدام الرهائن كأداة تفاوضية تقول الورقة إن استغلال الرهائن لتحقيق مكاسب سياسية يتناقض مع القوانين الدولية وينعكس سلبًا على صورتها أمام المجتمع الدولي.
وتضيف الورقة إن إصرار حماس على ربط المفاوضات بضمان بقائها في السلطة يعكس إدراكها لتراجع شرعيتها الشعبية بعد سنوات من إدارة القطاع في ظل أزمات متفاقمة.
وعن تداعيات الموقف تقول الورقة إنه وعلى الصعيد الإنساني: فإن استمرار احتجاز الرهائن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني، ويزيد من معاناة العائلات المتضررة، مما يضع المزيد من الضغوط على الوسطاء الدوليين.
أما على الصعيد السياسي ، تقول الورقة إن هذا الموقف يعزز الانطباع بأن حماس تعرقل أي جهود للسلام أو التهدئة، مما قد يؤدي إلى عزلة سياسية أكبر.
وقد تستغل إسرائيل هذه الذريعة لتصعيد عملياتها العسكرية في غزة، بحجة عدم وجود شريك جاد للتفاوض.
وعن تحليل دور إسرائيل تقول الورقة إنه ورغم أن البعض يُلقي باللوم على الاحتلال في تعثر المفاوضات، إلا أن الواقع يُظهر أن حماس هي الطرف الذي يضع شروطًا تعجيزية تُعطل أي تقدم.
وتقول الورقة أيضا إن إسرائيل قد تستفيد من هذا الموقف لتعزيز حملتها الإعلامية ضد حماس وتأكيد شرعية إجراءاتها العسكرية.
وفي الخاتمة تقول الورقة إن وقف حماس للمفاوضات بشأن الرهائن عدة مرات من قبل يُظهر بوضوح أن أولوياتها تتمحور حول تعزيز سلطتها بغض النظر عن التداعيات الإنسانية والسياسية. على الأطراف الدولية والإقليمية الضغط على حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع التأكيد على أن أي ضمانات لدورها المستقبلي يجب أن تكون مشروطة بالتزامها بالقوانين الدولية ووقف الأعمال العدائية.
وخرجت الورقة بعدد من التوصيات ومنها إلى :
المجتمع الدولي:
o زيادة الضغط على حماس باستخدام أدوات سياسية واقتصادية.
o تعزيز الجهود الدبلوماسية لتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وللوسطاء الإقليميين:
o تشجيع الأطراف على تقديم ضمانات متوازنة تضمن حفظ ماء الوجه لحماس دون المساس بمبادئ العدالة والشرعية.
2. للإعلام:
o تسليط الضوء على مسؤولية حماس في تعثر المفاوضات.
o مواجهة السرديات التي تُحمل إسرائيل كامل المسؤولية عن الوضع الراهن.