يشارك رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ الدكتور مبروك زيد الخير، في أشغال المؤتمر الدولي “بناء الجسور بين المذاهب الفقهية” في طبعته الثانية، المنعقد تحت شعار “نحو مؤتلف إسلامي فاعل”، وذلك بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، يومي 6 و7 رمضان 1446هـ، بمدينة مكة المكرمة.
ويأتي هذا المؤتمر الذي دعت رابطة العالم الإسلامي إلى انعقاده برعاية خادم الحرمين الشريفين، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز قيم التفاهم والتقارب بين المذاهب الفقهية الإسلامية، وترسيخ مبادئ الوحدة والائتلاف بما يخدم قضايا الأمة ويعزز التعايش والتسامح بين المسلمين.
وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في كلمته الافتتاحية، أن “الاختلاف والتنوع سُنّة ربانية كونية، وهو في الداخل الإسلامي من قرون”، محذرا من أن “المسارات السلبية للسجالات المذهبية لم تقتصر مآسيها على فاعليها، وإنما امتدّ شررها إلى النيل من الإسلام والمسلمين في وقائع مؤلمة دوَّنها التاريخ في صفحاته المظلمة”.
وأوضح أن ”لكلّ مذهب أو طائفة خصوصيّته التي يدين الله بها، ومن حقّه أن يعيش بها بكرامة الإسلام”، مشددا على أن “التآخي في التعايش، بل والتضامن المطلوب لا يعني بالضرورة القناعة بخصوصية الآخر، بل تفهمها واحترام وجودها، ويعني كذلك أنّ مظلة الإسلام واحدة، وأُخوّته قائمة، وأنّ المُشتَرك واسع”.
وساهم الشيخ مبروك زيد الخير، إلى جانب نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف الدول الإسلامية، في النقاشات العلمية والحوارات الفكرية التي تهدف إلى بلورة رؤية موحدة تعزز التفاعل الإيجابي بين المذاهب الفقهية، وتدعم الجهود الرامية إلى تحقيق مؤتلف إسلامي فاعل ومؤثر.
ويعكس حضور رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في هذا الحدث العلمي الكبير حرص الجزائر الدائم على دعم المبادرات التي تسهم في ترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم بين مختلف مكونات الأمة الإسلامية، بما يعزز التعاون والتكامل في مواجهة التحديات المعاصرة.
