أمد/ كتب حسن عصفور/ لعلها من المرات النادرة، أن يستقيل صحفي غير عربي وغير فلسطيني من وكالة إعلامية تعتبر أحد كبرى الوكالات العالمية لسبب يرتبط بفلسطين، حين أقدمت الصحفية الكندية فاليري زينك على تقديم استقالتها بعد عمل لمدة 8 سنوات، وكشف دوافعها بلغة ناطقة بالوضوح المطلق، ” في هذه المرحلة بات من المستحيل بالنسبة إليّ أن أواصل أي علاقة مهنية مع رويترز، بالنظر إلى دورها في تبرير وتمكين الاغتيال المنهجي لـ245 صحفيًا في غزة، فإنني مدينة لزملائي في فلسطين على الأقل بهذا الموقف، بل وأكثر من ذلك بكثير”.
كلمات لخصت موقفا يمكن اعتباره “وثيقة إدانة” خاصة جدا، لم يقدم عليها من هم من أهل القضية، بل خرج البعض رافضا شجاعة إنسانة قررت أن تختار ضميرها المهني على حساب امتيازات يسيل لها لعاب تجار الدم، بكل اللغات، كلمات ستدخل قاموس الممر الإنساني الطويل، الذي فجرته حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة اليهود الفاشية.
وبعد “القنبلة الإنسانية” التي أطلقتها زينك في وجه زيف وكالة “عريقة”، عممت رويترز خبرا لجيش الفاشية المعاصرة، بأن الهجوم على مجمع ناصر الطبي، حيث تم اغتيال 5 صحفيين و20 مواطنا في بث على الهواء، لم يكن يستهدف العاملين في وكالتي “رويترز وأسوشيتد برس”، خبر يبدو عادي جدا، وبل “ومحايد”، لكنه كشف عن عملية تضليل فريدة مررتها الوكالة العالمية بتوزيع خبر دون تعليق منها.
والسؤال، كيف يمكن تمييز صحفي وكالة عن وكالة وجميعهم يضعون سترة صحافة دون تمييز، ومنه سؤال متفرع، هل قامت كلا الوكالتين بتزويد جيش الاحتلال صور خاصة بالعاملين معها، وإن حدث ذلك العمل “القذر”، هل علمت الوكالتين بالضربة الاحتلالية، وإن حدث كل ذلك، هل من تم اغتياله ليس متعاونين مع الوكالتين، رغم أن الأسماء التي تم إعدامها على الهواء تكذب رويترز وجيش الاحتلال، وتفضح ما بينهما “ودا خاصا”.
واستنادا لما ورد في نص استقالة الصحفية الكندية فاليري زينك من اتهامات صريحة، وتعميم وكالة رويترز خبر جيش الفاشية اليهودية، بات من الضرورة المهنية أولا والسياسية ثانيا قيام نقابة الصحفيين الفلسطينيين بعمل تحقيق شامل حول دور الوكالة الأجنبية في الحرب الإبادية ضد شعب فلسطين وخاصة في قطاع غزة، تحقيق يفتح الباب أمام محاكمة بعيدا عن “أي مصالح” أو “مميزات” تقدمها الوكالة للبعض الإعلامي.
ومنه يجب مطالبة اتحاد الصحفيين العرب بمساءلة وكالة رويترز عما ورد في كتاب استقالة الصحفية زينك، وعن تعميمها رواية جيش الاحتلال دون أي توضيح مهني، رغم أن أخبارها لا تخلوا أبدا من توضيح داخل ذاته.
وكي لا يخرج بعض من “أصحاب الامتيازات” من الوكالة العالمية رويترز، لإحباط أي تحرك أو تفاعل موسع مع استقالة زينك التي فضحت مستورا إعلاميا وشبهة تواطئ صريحة وفقا للوثيقة الاستقالة، بأن العمل معها أو بها خدمة للرواية الفلسطينية، متجاهلين أن واقع الحرب الاقتلاعية هي خبر فارض ذاته، يبحثون عنه، وليس العكس، ومختلف وسائل الإعلام تتسابق لنشر كل ما يمكنها نشره، مع تأكيد أن العاملين هم من أبناء قطاع غزة وليس وافدين.
الصمت على سلوك رويترز في اغتيال صحفيي مجمع ناصر الطبي، وفق ما جاء في وثيقة زينك وتعميم خبر الاستغباء اليهودي، سيكون عمل تواطئي يصيب روح شهداء الصحافة برصاصة إعدام جديدة.
ملاحظة: كما اليوم 27 أغسطس 2001..أقدمت الفاشية اليهودية على اغتيال أحد علامات النضال الوطني المعاصر..قائد خاص من طراز خاص..أبوعلي مصطفي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأمين عام الجبهة الشعبية..رمز دون غطرسة..جريئا في موقفه السياسي عنيدا في الحق الوطني..عارض ما يجب أن يعارض وساند ما يجب أن يساند..رسخ مقولة “المعارض الوطني وليس المناكف الفوضوي”..أبو علي لروحك سلاما..
تنويه خاص: مبعوث الاستعمار الأمريكاني الجديد المدعو باراك تطاول بحيوانية نادرة على الصحفيين في لبنان..صح الغضب اشتعل والرئاسة اعتذرت.. لكن الصراحة كان لازم يتم طرده..ويطلب منه بره برة لبنان أهل الحرة يا حيوان انت وترامبك..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص