اخر الاخبار

روتايو يشوّش على انفراج العلاقات مع الجزائر

بينما لاحت في الأفق بوادر انفراج في العلاقات الجزائرية الفرنسية، بعد 8 أشهر من التوتر، عاد وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، إلى التصعيد في تصريحات تتضمن “تشويشا” على تقارب محتشم بين البلدين.

فلدى استضافته، اليوم الثلاثاء، في بلاطو قناة “سي نيوز” الفرنسية، ذات التوجه اليميني المتطرف، هدد روتايو بـ”التصعيد” إن لم يفرج القضاء الجزائري عن الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال. كما أرفق تهديده بـ”قوائم الجزائريين المعنيين بالترحيل”، في حال رفضت الحكومة الجزائرية استقبالهم.

يأتي وعيد المرشح لانتخابات رئاسة حزب اليمين التقليدي “الجمهوريون”، قبل 48 ساعة من صدور الحكم بحق صنصال، بعد أن التمست النيابة بمحكمة الدار البيضاء بالعاصمة، الخميس الماضي، إنزال عقوبة 10 سنوات سجنا مع التنفيذ، وغرامة مالية بمليون دينار ضده.

ومما جاء في تصريحات روتايو، حول مؤلف رواية “قرية الألماني” (2008)، الذي يصفه بـ”الصديق”، أنه “اتهم بوجود محام يهودي (مؤسس في حقه)، واتهموه بحب فرنسا كثيرا، وقد خضع لمحاكمة سرية دون محام ودون أن يتمكن من اختيار محاميه. هذا ما يخالف تماما قضاء نزيها”.

ويحيل كلام روتايو إلى سردية في فرنسا مفادها، أن السلطات الجزائرية “رفضت أن يدافع عن صنصال محام يهودي الديانة”، وقد دحضها المعني بالأمر نفسه يوم محاكمته، عندما أكد للقاضي أنه رفض أن يرافع عنه محام، مؤكدا أنه يريد أن يدافع عن نفسه بنفسه.

وكان المحامي الفرنسي، فرانسوا زيمراي، صرّح بأن الجزائر رفضته بـ”سبب ديانته اليهودية”. حول هذا الموضوع بالتحديد، أكد محمد بغدادي، رئيس نقابة المحامين لناحية الجزائر العاصمة، في مقابلة مع “الوطن”، نشرت الشهر الماضي، أنه “مندهش من معلومات ليس لها أي علاقة بالواقع تنقلها وسائل إعلام يمكننا استنتاج نياتها”، في إشارة إلى وسائل الإعلام في فرنسا المحسوبة على اليمين العنصري، التي نشرت تصريحات زيمراي.

وحسب بغدادي، فقد راسل صنصال القاضي المكلف بملفه قبل محاكمته، مُعربًا عن استغنائه عن محام، موضحا أن “ما يفاجئني أن السيد زيمراي يواصل القول إنه لايزال محاميه!”.

وتزامنت تصريحات وزير الداخلية، روتايو، مع ظهور مؤشرات عن إرادة لدى أعلى سلطة في البلدين، على تجاوز الأزمة التي اندلعت بإعلان باريس خروجها عن الحياد في نزاع الصحراء الغربية.

ففي مقابلة صحفية بثها التلفزيون الجزائري، ليلة السبت الماضي، قال الرئيس عبد المجيد تبون عن تطور الخلاف مع فرنسا: “سأقتصر على ثلاث كلمات كي لا نغرق في هذا الهرج والمرج والفوضى السياسية السائدة في فرنسا حاليا. نحن نتمسك بشيء واحد، وهو الرئيس إيمانويل ماكرون، نعمل معا. نعم، كان هناك لحظة من سوء الفهم، لكن يبقى هو رئيس الجمهورية الفرنسية. شخصيا، يجب حل جميع القضايا معه أو مع من ينوبه بشكل صحيح، وهو وزير الخارجية”.

وحمل كلام تبون تأكيدا بأن الجزائر ترفض أن يتصدر روتايو إدارة الأزمة، كما فُهم منه بأن التواصل مع ماكرون لم ينقطع خلال الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *