اخر الاخبار

رثاء رحيل محمد السكتاوي اليوم 24

عذرا صديقي، لقد ذرفْتُ دموعا

أخي العزيز و توأم روحي

لقد غادرت الحياة  دون استئذان، والحال أن يوم : 04|01 من كل سنة، ومنذ قرابة 40 سنة أهاتفك من أجل تذكيرك بصباح :04| 01|1984، و الذي كان برده قارسا، حيث اقتحم منزلنا الذي آوى مناضلين من مختلف المشارب الفكرية و السياسية، وشهد نقاشات عميقة ومفيدة و غنية في السياسة والثقافة مخبرون، حيث أخذونا معصوبي العينين إلى جهة غير معلومة ، حيث انطلق سفرُنا نحو الجحيم .

فهل حقا لن أراك بعد يوم: 04|01|2025؟

وكيف لي أن أظل بدون تلك الجرعات الجميلة والدافئة، التي كنتَ تمدني بها بخصوص تحليل الوضع السياسي في البلاد، وقراءاتك العميقة له؟

ثم، ألن يتكرر ذلك السمر الليلي الذي كان يجمعنا، إلى ساعات الصباح الأولى، ونحن نُقَارب و نفكك الوضع السياسي في العالم عامة وفي المغرب على وجه الخصوص؟

أو لا ترى أن غيابك، سيترك فراغا مهولا لدى أصدقائك في منظمة العفو الدولية فرع المغرب، و لدى باقي النشطاء في الميدان؟

وأن الحركة الحقوقية في المغرب خسرت فاعلا أساسيا؟

ثم، كيف لرجال التعليم  خاصة، أن يستمروا في الخطو نحو أفقهم المضيء، دون استشاراتك ومساعداتك ونصائحك بخصوص حقوقهم في قانون الوظيفة العمومية؟

أخي العزيز و توأم روحي

من سيُعَوِّضُني عن جلساتنا المريحة التي كنتُ أستمتع فيها بنكتك الذكية و اللماحة ، حكيك الممتع الذي كنتَ تشنِّفُ به أسماعي ، حيث كانت قهقهاتي تعلو و يتردد صداها في الفضاء الذي كنا نشغله ؟

يا محمد

أو تعلم أن قرية  » بني خلاد  » حزينة، لفقدانك، لأنك استطعت بشعرك الرائع ، جعلها قبلة للحب و العشق؟

أوتدري أنني كنتُ أتذكر وباستمرار  وصيتك لي، عندما وجدتني منهارا، أبكي أمي عند وفاتها، حيث طلبت مني، أن أكفكف الدمع وأستجمع قِوَايَ وأن أعمل على رفع معنوياتي، لأن أهلنا و شعبنا و وطننا محتاجين لنا.

غير أنني عندما رأيتُ جسدك مسجى في كفنه، لم أقوى على التحمل، وارتدت ذاكرتي في ثوان إلى ذكريات رائعة جمعتنا، كان  فيها الدم والدمع والعرق ممزوجا بالفكر والثقافة والنضال.

أجل، انهرتُ و بكيتك و بكيتُ نفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *