ذكرى اغتيال رئيس بلدية “ايفيان” لوقف المفاوضات

كان صاحب مقولة ” سنغسل بمياه بحيرة ليمان فرنسا من عار الاستعمار”، هو كامي بلون camille Blancرئيس بلدية “ايفيان لي بان” الذي اتخذ قرار شجاع باحتضان أولى الجلسات السرية لمفاوضات ايفيان قبل التوصل لوقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، رغم التهديدات بالقتل من طرف منظمة الجيش السري (اواس) الرافضة لمسار الاستقلال.
وتعرض كامي بلون للاغتيال بتفجير مقر سكناه في ليلة 31مارس 1961 على الساعة 2سا و 30دقيقة، بايفيان و اهتزت المدينة الهادئة الواقعة على ضفاف بحيرة “ليمان” على فاجعة وفاة المقاوم ضد النازية في الحرب العالمية الثانية و المناضل في الحزب الاشتراكي و الذي استمر تسييره منذ 1945 لغاية اغتياله بوضع قنبلة على نافذة منزله و متفجرات أخرى في سيارته، من طرف عضو المنظمة الإجرامية بيير فينولجيو الذي تنقل من الجزائر لتنفيذ العملية من تدبير مسؤوله المباشر بول بيانشي، الهارب من العدالة و اللاجئ في ألمانيا.
العملية تسببت في جرح زوجة و ابن رئيس بلدية ايفيان، لكن حلم هذا الأخير تحويل مدينته إلى رمز للسلم بين فرنسا و الجزائر بعد 7سنوات من الحرب و 132 سنة من الاستعمار، تحقق سنة فيما بعد بإمضاء اتفاقيات ايفيان.
وكان الراحل كامي بلون مالك فندق “بوريفاج” الذي خصص أجمل غرفه لأعضاء الوفد المفاوض الجزائري الممثل لجبهة التحرير الوطني. ووافق على احتضان بلديته المفاوضات رغم كل نصائح رفاقه بسبب رسائل التهديد بالقتل التي كانت تبعثها منظمة الجيش السري و تيار اليمين المتطرف ودعاة الجزائر فرنسية و المعمرين.