اخر الاخبار

ذرائعية البرغوثي لا تبرئه أمد للإعلام

أمد/ بين النفي والاعتراف باللقاءات مع شخصيات إسرائيلية رسمية سابقة وحالية يتابع الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس حركة المبادرة الوطنية الدوران في الحلقة الإسرائيلية لإيجاد موطئ قدم له في اليوم التالي للإبادة الجماعية في قطاع غزة مفترضا أن حكومة الائتلاف الحاكم في تل ابيب ستكون صاحبة الباع الطويل في إملاء رؤيتها على الشأن الفلسطيني مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.

وكان البرغوثي يوم السبت الموافق 6 تموز / يوليو الماضي التقى مع شلومو بن عامي في إيطاليا، وبعد نشر ، نفى اللقاء، ولكن مع تعميم شريط الفيديو وهو يعانق الوزير الإسرائيلي الأسبق، عاد وأعترف بالأمر، ليس هذا فحسب، بل انه قال “إنه لشرف عظيم لي أن أكون مع شلومو بن عامي.” ولطالما هو “شرف عظيم لك”، لماذا أنكرت ؟ ولماذا الخشية من الاعتراف من البداية باللقاء؟ الا يحمل ذلك دلالة على ان اللقاء له أهدافا وخلفيات غير إيجابية. خاصة الوزير الأسبق كان فيما سبق يحمل حقيبتي الخارجية والامن الإسرائيلي، وكونه ليس بعيدا المؤسسة الإسرائيلية الرسمية؟

وانذاك تولى الحديث نيابة عن حركة حماس، وقال بلسانها “إذا ضمن العالم دولة فلسطينية في غزة والضفة والقدس الشرقية، فإن حماس ستوافق.” محاولة منه، لأن يعزز موقع حركة حماس في اليوم التالي، كونه شريكا لها في التحضير لما بعد وقف حرب الأرض المحروقة الإسرائيلية الأميركية ضد الشعب الفلسطيني في عموم الوطن وقطاع غزة خصوصا، استباقا لأية تطورات سياسية قد تعزل حليفته عن المشهد السياسي، وحفاظا على موقعٍ له.

واستمرارا لذات السياق، أعلن الصحفي تساحي زلمان قبل 4 أيام للقناة 12 الاسرائيلية، أن الدكتور مصطفى البرغوثي التقى رئيس الشاباك، رونين بار في بيته في بيت يام بالتنسيق مع بنيامين نتنياهو للتواصل مع شخصيات فلسطينية معتدلة في الضفة الفلسطينية لإيجاد بدائل عن الدولة الفلسطينية في حال انهيارها، كخطة استباقية واحتياطية، كما وصفها الصحفي، وحسبه فإن البرغوثي أكد انه يجب ان يسعى الجميع لتعزيز التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين في “يهودا والسامرة” ويقصد الضفة الغربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين لما فيه فائدة الجميع، ونشر ثقافة تقبل الآخر والابتعاد عن العنف.

ولكن أمين عام المبادرة الوطنية نفى نفيا قاطعا “البيان المنشور والمزور الذي وزعه عملاء الاحتلال، مدعين أنه صادر عنه حول اجتماع مزعوم لم يحدث على الاطلاق في بيت يام.” وادعى البرغوثي أنه “ممنوع من الاحتلال من دخول القدس والداخل الفلسطيني منذ سنوات، ولا صحة لكل ما ورد في هذه البيانات المزورة.” لكنه بعد ذلك أعترف باللقاء، وحاول الالتفاف على ما ذكره الصحفي الإسرائيلي زلمان، بالقول “فهذا الاجتماع جاء بالصدفة ودون التنسيق المسبق، حيث كنت بضيافة أصدقاء الشعب الفلسطيني من إيطاليا وفرنسا وأميركا في بيت يام للترتيب لفعاليات شعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني، وتفاجأت بحضور السيد بار للقاء عند فقرة الغداء، والحديث الذي دار بيني وبينه كان عاما تحليليا، ولم يكن ضمن ترتيب لأي مستقبل للحالة الفلسطينية، وأنا هنا أقول ان هذا اللقاء لم يكن مقصودا، ولم يكن مخططا له، كوني لا أعرفه شخصيا من السابق.”  

وهنا تطرح الأسئلة نفسها على الدكتور البرغوثي، كيف كنت ممنوعا منذ سنوات من الدخول للداخل الفلسطيني، ومع ذلك سمح لك بالدخول للقاء مع أصدقاء الشعب الفلسطيني؟ وهل يتم التنسيق للفعاليات والأنشطة الداعمة لفلسطين في بيت يام؟ ولماذا لم يتم اللقاء في باريس، أو إيطاليا، أو واشنطن؟ وهل يجب ان تعرف رئيس الشاباك حتى يدعوك للقاء، أم أن المصلحة والمخطط الإسرائيلي التي تستهدف الكيانية الفلسطينية والعمل على تصفيتها، هي التي دعت بار لدعوتك للقاء. لأنه يعرف ميولك وتوجهاتك السياسية؟ ولماذا النفي بالأساس لمبدأ اللقاء، ثم الاعتراف أسوة بما حصل في تموز / يوليو الماضي؟ الا يعني ذلك أن وراء الأكمة ما وراءها؟ واليس من الخطايا التي ارتكبتها أن تلتقي رئيس الشاباك الشريك في الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، حتى لو بالصدفة، كما تدعي؟ أين المنطق في بيانك غير الصحيح؟ وهل الصحفي الإسرائيلي يستهدف شخصك؟ ولماذا؟ وما هي مصلحته؟ هل يريد سبقا صحفيا مثلا، أم انه استقى معلوماته من رئيس الشاباك؟

باختصار ذرائعيتك لا تبرأ ساحتك، وانت متورط في المزيد من الخطايا بحثا عن دور، حتى لو كان على حساب مصلحة الشعب. وأدعوك شخصيا لمراجعة نهجك وسياساتك غير الإيجابية والمسيئة لشخصك ولحركة المبادرة الوطنية التي تقودها، فهذا أكرم لك، ولدورك في المشهد الوطني العام راهنا ومستقبلا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *