اخر الاخبار

”دور الخطاب المسجدي في تدعيم المرجعية الدينية وتعزيز الهُوية الوطنية”

 أجمع المتدخلون خلال فعاليات الملتقى الوطني للشيخ العلامة مبارك الميلي الذي أقيم بقاعة الاجتماعات بمقر ولاية ميلة، والمنظم من قبل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، إحياء للذكرى الـ80 لوفاة العلامة مبارك الميلي المصادفة للتاسع من شهر فيفري، على وجوب تطوير الخطاب المسجدي بما يواكب التطورات الرهيبة التي يعيشها العالم والحملات العدائية للإسلام، وأكدوا بأن ذلك حتمية لا مفرّ منها لمواجهة مختلف التهديدات التي تستهدف الإسلام والمرجعية الدينية للمسلمين وعناصر الهوية الوطنية.

قدّم الدكتور نصر الدين وراش، مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومتخصص في الفرق والأديان، مداخلة عالج فيها موضوعا في غاية الحساسية تحت عنوان “التيارات والتحديات المهددة للمرجعية الدينية والهوية الوطنية”، محذرا من دوائر خارجية تعمل على ضرب الإسلام، بل وتبذل جهودا كبيرة من أجل صناعة إسلام جديد لا علاقة له بالإسلام الصحيح، حيث قال: “مرجعيتنا الدينية، اليوم، تقصف وتستهدف من قبل مخابر غربية معادية للإسلام، تعمل جاهدة على تبديل الدين الإسلامي بدين جديد، كما حدث في الإمارات أين ظهر ما يعرف بالإبراهيمية”.

كاشفا عن تقرير أمريكي خطير يروّج للإسلام الديمقراطي في مسعى مفضوح لضرب الإسلام الصحيح، ومحذرا من تيارات تلقى كل الدعم، وهي تيارات ثلاثة: الحداثيون والتنويريون والتيار الرافضي الشيعي. كما حذر من التيار المدخلي الذي غزا كل الدول العربية وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على المرجعية الدينية والمرجعية الوطنية، داعيا الأئمة والدعاة إلى ضرورة الارتقاء بالخطاب المسجدي لمواجهة هذه التحديات والتهديدات.

بدوره، ركز الدكتور نذير حمادو، أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، في مداخلته “حقيقة المرجعية الدينية في الجزائر”، على الثلاثية الأساسية التي تقوم عليها المرجعية الوطنية في الجزائر: العقيدة الأشعرية، المذهب المالكي والتصوف، مؤكدا أن العقيدة الأشعرية هي عقيدة أهل السنة، وهي العقيدة السليمة.

من جهته، دعا الدكتور حمزة بونعاسو، أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، في مداخلته “مرتكزات الخطاب المسجدي والمرجعية الوطنية الدينية”، إلى ضرورة تطوير الخطاب المسجدي ومراجعته بما يجعله معاصرا للتطورات العلمية والاجتماعية والثقافية للحفاظ على المرجعية الدينية، مشدّدا على أهداف الخطاب الديني، ومنها تفهيم المجتمع أمور دينهم ودنياهم ومعالجة مشكلات المجتمع الدينية والفكرية والثقافية، مع التنبيه إلى بعض محاذر الخطاب المسجدي، ومنها الغلو والجفاء.

في حين، أبرز الدكتور مسعود بريكة، أستاذ بجامعة سطيف، في مداخلته “الوطنية في فكر الشيخ البشير الإبراهيمي”، منجزات وتحديات للحفاظ على الهُوية الوطنية، منها منجزات سياسية وأخرى ثقافية وفكرية، ساهمت في تحصين عناصر الهوية الوطنية من محاولات الاستعمار التي تنطلق من سياقات ثلاثة هي محاربة الإسلام واللغة والوطن.

وتحدث الدكتور العمري مرزوق، أستاذ بجامعة باتنة في مداخلته “جهود علماء الجزائر في خدمة المرجعية العقدية”، عن العقائد ومسمّياتها، وارتباط الأخلاق بالعقائد، معرّجا على إسهامات علماء الجزائر في بناء العقيدة الصحيحة ومبيّنا جهودهم في ذلك، مستعرضا نماذج من ذلك، كالإمام السنوسي.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *