اخر الاخبار

خيارات السلام في اليمن: هل ما زالت هناك فرص حقيقية؟

أمد/ يمر اليمن بواحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في العالم، حيث أدت الحرب المستمرة منذ سنوات إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وانقسامات سياسية عميقة. ورغم المحاولات المتكررة للوصول إلى تسوية سياسية، لا يزال تحقيق السلام بعيد المنال. فهل ما زالت هناك فرص حقيقية لإنهاء النزاع؟ وما هي الخيارات المتاحة لتحقيق السلام في اليمن؟

أولًا: المبادرات الدولية والإقليمية

شهدت السنوات الماضية العديد من المبادرات التي هدفت إلى إنهاء الحرب في اليمن، من بينها اتفاق ستوكهولم عام 2018، والمفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة، إضافة إلى الجهود الإقليمية بقيادة السعودية وعُمان. لكن هذه المبادرات غالبًا ما تصطدم بعراقيل على الأرض، سواء بسبب عدم التزام الأطراف أو تعقيدات المشهد السياسي والعسكري.

ثانيًا: الحل السياسي خيار ممكن لكنه صعب

يُعد الحل السياسي المتمثل في تشكيل حكومة توافقية وإجراء حوار شامل بين جميع الأطراف الخيار الأكثر استدامة، إلا أن غياب الثقة بين الفرقاء السياسيين، واستمرار التدخلات الخارجية، يجعل تحقيقه أمرًا صعبًا. ومع ذلك، لا تزال هناك فرصة، ولو ضئيلة، للوصول إلى اتفاق شامل إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف.

ثالثًا: الحل العسكري خيار يزيد المعاناة

رغم أن بعض الأطراف ترى أن الحسم العسكري هو الحل، إلا أن الواقع يشير إلى أن استمرار القتال لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار وتعقيد الأزمة. كما أن التوازن العسكري الحالي يجعل من المستحيل تحقيق نصر حاسم لأي طرف، ما يعني أن الحل العسكري لن يكون سوى طريق مسدود يزيد من معاناة اليمنيين.

رابعًا: المسار الإنساني وبناء الثقة

يمكن أن يكون التركيز على القضايا الإنسانية، مثل فتح الموانئ والمطارات، ودفع الرواتب، وإعادة الإعمار، خطوة أولى نحو بناء الثقة بين الأطراف، مما قد يهيئ الأرضية لحوار سياسي ناجح.

ختاما

لا تزال فرص السلام في اليمن قائمة، لكنها تتطلب تنازلات حقيقية من جميع الأطراف، إضافة إلى دعم دولي وإقليمي جاد يهدف إلى تحقيق الاستقرار بدلًا من تغذية الصراع. فهل سيكون هناك من يستجيب لهذه الفرصة، أم أن الحرب ستظل الخيار الوحيد المطروح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *