خطورة المساس بالوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى
أمد/ تنطوي خطورة اقتحام المسجد الأقصى من قبل ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير على خطورة المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، وإن مثل هذه الممارسات العدوانية بحق المسجد الأقصى المبارك “مدانة ومرفوضة”، وتشكل خرقا واضحا للوضع التاريخي والقانوني القائم وللقانون الدولي الذي يؤكد على حرمة الأماكن الدينية وعدم المساس بها، وهي محاولة إسرائيلية فاشلة لفرض سياسة الأمر الواقع، مترافقة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، التي ذهب ضحيتها خمسة صحفيين، بالإضافة إلى استمرار عمليات الاقتحام والقتل في الضفة الغربية .
الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها المتطرف بن غفير، لباحات المسجد الأقصى، مستغلاً الأعياد اليهودية، تزيد الأوضاع القائمة تعقيدا، وتهدف إلى تنفيذ مخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلي التهودية في مدينة القدس والاقتحامات تمثل خطوات عنصرية وعدوانية تستهدف المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، خاصة في ظل التحريض المستمر من قيادات اليمين المتطرف على هدم المسجد وطرد المواطنين، ما يشكل استمرارا لعمليات التطهير العرقي والتهجير التي تنفذها حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا يمكن لكل أشكال السياسات الاستفزازية ألا أن تؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة، وأن المسجد الأقصى بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأي إجراءات تتخذها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، هي إجراءات باطلة وانتهاك للقرارات الدولية وهذه الممارسات الممنهجة في المسجد الأقصى تمثل تعديا صارخا واستفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم .
ويحاول اليمين المتطرف فرض واقع التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى وتلك الفكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله، وان المخطط اليهودي يشمل فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانيا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة في إطار مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي “الهيكل الثالث” مكان قبة الصخرة .
الاقتحام الذي نفذه الوزير المتطرف يعد استفزازا فجا يهدف إلى تأجيج المشاعر وإشعال الأوضاع، وأن دخوله بحماية شرطة الاحتلال يكشف طبيعة حكومة الاحتلال وأجندتها المتطرفة والمعادية للتعايش السلمي، وان استمرار التكتل المتطرف في انتهاك الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى يمس مشاعر ملياري مسلم حول العالم، ومن الواضح ان إسرائيل تتعمد عبر هذه السياسات المرفوضة والمدانة والتي تدمير كل إمكانيات التعايش السلمي بين الأديان في المنطقة .
حكومة الاحتلال تواصل ارتكاب سلسلة من الانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس المحتلة، ويبقى المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، وأنه لا سيادة لإسرائيل، قوة الاحتلال، على مدينة القدس ومقدساتها، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحرمته وضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ووضع حد لممارسات الاحتلال التي تسهم في زيادة التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة .
يجب على الإدارة الأميركية التحرك العاجل والعمل الفوري على وقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية المرفوضة، وتجنيب المنطقة المزيد من دوامة العنف وعدم الاستقرار، وإجبار الاحتلال على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وعدم المساس بالوضع التاريخي للمقدسات وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهما والتدخل لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة .