خطوة إسبانية لإنهاء القطيعة مع الجزائر
تستمر القطيعة المزدوجة، تجاريا وسياسيا، بين الجزائر وإسبانيا للعام الثاني، باستمرار حفاظ مدريد على دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية.
وعلى الرغم من عودة السفير الجزائري إلى مدريد في نوفمبر 2023، بعد 19 شهرا من مغادرته المنصب، يظل الجمود يطبع العلاقات بين الشريكين المتوسطيين، كما لا تزال المبادلات التجارية في حدودها الدنيا. لكن هذه الحالة لم تؤثر على إرادة الإسبان في رؤية الجزائر حاضرة في اجتماع لحلف الشمال الأطلسي، يرتقب أن يعقد على أرضهم في ديسمبر المقبل.
ونقلت وكالة “أوروبا برس” الإسبانية، هذا ، أول أمس السبت، مؤكدة أن إسبانيا “ترغب في أن يدعو حلف ناتو دول الجوار الجنوبي، لاجتماع وزراء خارجية الحلف، مستلهمة ذلك من دول منطقة آسيا والمحيط الهادي، التي أصبحت دائمة الحضور في قمم ناتو”.
وأوضحت الوكالة الإخبارية الخاصة بأن إسبانيا تبحث، من خلال هذا المسعى، عن “تعزيز مبادرة ناتو للحوار المتوسطي”، التي تضم البلدان الواقعة جنوب المتوسط، منها الجزائر، فيما يبدو أن المسعى يحمل رغبة إسبانية لوضع حدة لحالة الانفصال مع الجزائر.
والمعروف أن إمدادات الغاز المرتبطة بعقود طويلة المدى بين البلدين، ظلت بمنأى عن قرار وقف التجارة الذي اتخذته الجزائر ضد مدريد منذ جوان 2022. وقد تطرق رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، إلى العلاقات الثنائية مطلع 2023، بمناسبة “مؤتمر السفراء”، حيث قال إن بلاده “تربطها علاقات وثيقة مع الجزائر”. وشدد على أن حكومته “ستواصل العمل من أجل الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر، فهي شريك استراتيجي وبلد صديق، ويمكننا كما يجب علينا أيضا، الاعتماد على هذه الصداقة”.