خطة عمل فلسطينية عربية “مشتركة” قبل وصول ترامب

أمد/ كتب حسن عصفور/ تقترب زيارة الرئيس الأمريكي ترامب الى الرياض يوم 13 مايو 2025، كأول بلد عربي بعد عودته ثانيا للبيت الأبيض، زيارة بعيدا عن “التهريج الترامبي” الذي ترافق والإعلان.
الزيارة توقيتا، لها أهمية استراتيجية في رسم المشهد الجديد، بحكم الوزن المتنامي للعربية السعودية، الاقتصادي المترافق مع بروز دور سياسي في أكتر من منطقة، خاصة مناطقة ساخنة، وضعها كمحور هام في التأثير العام.
ولعل المسألة الأكثر “جاذبية سياسية” في الرحلة الترامبية للعربية السعودية، ستكون القضية الفلسطينية بشكل عام، وحرب الإبادة الجمعية على قطاع غزة بشكل خاص، كون الرياض تلعب دورا قياديا في المشهد السياسي، وما يتعلق بالتحضير لمؤتمر التحالف الدولي من أجل الدولتين يونيو القادم، إلى جانب الشهية الأمريكية لتحقيق “تطبيع” يكمل رغباته القديمة.
واستباقا لزيارة ترامب للسعودية ودول عربية أخرى، قد يكون مفيدا، أن تعمل “الرسمية الفلسطينية” على تجهيز رؤية شاملة حول الموضوع الفلسطيني، تشمل كل مفاصل القضية الوطنية، وتركيزا على قطاع غزة، تتناول “الممكن السياسي” في مواجهة المشروع الإبادي التطهيري، بعيدا عن “حسابات ذاتية”، أو البعد السلطوي الخاص.
رؤية فلسطينية تنطلق من أهمية إعلان دولة فلسطين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، تجد لها حصانة عربية كاملة، في مواجهة التهويد ومحاولة دولة الكيان على قتل الكيانية الوطنية، تربط الرؤية بوضع آليات موقف عربي شامل، ويكون مؤتمر حل الدولتين بوابة الانتقال الفلسطيني من مرحلة إلى مرحلة جديدة.
رؤية فلسطينية، تناقش مستقبل قطاع غزة، تبحث خلاله إمكانية أن يكون تحت “وصاية انتقالية بقيادة مصر” وتعاون أردني سعودي وبعض دول عربية، يكون مفتاح تشكيل مجلس إعادة إعمار القطاع، ووجود قوات حماية قوامها “عربي” وممكن وجود دول أخرى، لقطع لطريق على المشروع المعادي، مع تصور لبناء “قوة أمن” فلسطينية، تكون صاحبة الولاية على البعد الداخلي.
رؤية تضع مفهوم لجنة قيادة غزة في إطار “الوصاية الانتقالية”، بعيدا عن الحكم العسكري الاحتلالي، تكون بالشراكة مع الأوروبيين مسؤولة عن معبر رفح، وآليته الأمنية ضمن اتفاقية خاصة.
زمن “الوصاية الانتقالية” على قطاع غزة لا يلغي البعد التمثيلي الوطني لدولة فلسطين، لقطع الطريق على محاولة الفصل السياسي بين جناحي الكيان الوطني.
المسألة المركزية، هو أن تبدأ الرسمية الفلسطينية وضع رؤيتها الشاملة، بتفاصيل دقيقة تشمل مختلف جوانب القضية الوطنية، بما فهيا “آليات التنفيذ والدعم”، مرتكزة على قرارات قمة القاهرة 4 مارس 2025.
ومع بدء صفحة جديدة في العلاقة الرسمية الفلسطينية والعربية السعودية، وكذا غالبية دول الخليج، بعد تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس وترحيب غير مسبوق بالخطوة، يمكن تفعيل “اللقاء السداسي” أو تقليصه حسبما تتطلب الحاجة السياسية، شرط بقاء السعودية، مصر والأردن مع فلسطين قوة الفعل المتحركة.
صياغة الرؤية الفلسطينية المستحدثة، استباقا لرحلة ترامب، يجب أن تبتعد كليا عن “الضبابية السياسية، وأيضا بعيدا عن “حسابات الارتعاش السياسي”، وأن تستفيد من الانعطافة العالمية نحو الاعتراف بفلسطين.
وإن تعذر عقد “لقاء عربي مصغر” لأسباب مختلفة، يجب القيام بجولة سريعة على الدولة ذات العلاقة، وتحديدا، مصر، الأردن، السعودية، الإمارات وقطر، لمناقشة الرؤية الفلسطينية، كخطوة تعزيز للموقف الوطني، وإذابة بعض الحساسيات السياسية نتاج المرحلة السابقة.
الرؤية الفلسطينية الشاملة، ومناقشتها مع أطراف عربية ترتبط بزيارة ترامب، ومع مصر والأردن، وربما الجامعة العربية، عمل لا بد منه، كي لا يقال هناك “فراغ سياسي فلسطيني”، يصبح البديل عموميات لا تترك قيمة سياسية.
ملاحظة: مشهد “فوضى الجوع” من قطاع غزة..بعضه واقع لا مناص منه تحت ضغط الحاجة التي تكسر كل ما يمكن اعتباره “مبادئ أخلاقية”..بعضه صراع بين “لصوص” المساعدات..الغريب ان المسميات الفصائلية عدا حماس كونها طرف في اللصوصية تقف متفرجة وكأنها بلا حول ولا قوة..هي فتح اختفت من غزة…سؤال مش اتهام..
تنويه خاص: ما يقوم به وليد جنبلاط لقطع دابر فتنة استخدام “الدروز” نفقا لمخطط دولة العدو يستحق كل دعم عربي..وكمان بدها قرصة ودن للحكم الجديد في سوريا بلاش ولدناتكم..ويا ريت أهلنا في الداخل 48 يعيدوا الاعتبار لدور لجنة المبادرة الدرزية لقطع الطريق على مؤامرة العدو..الحركة بركة المهم تحركوا..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص