خطة إسرائيل لضم الضفة الغربية..ما المطلوب فلسطينيا؟
أمد/ ما أن نجح الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية قبل أيام، حتى بدأت الأصوات الإسرائيلية التي تنادي بضم وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية بالعودة من جديد، والتي كان أبرزها إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، ووزير ماليته، سموتريتش، وهذا ليس مستغربا لأن المسار الإسرائيلي منذ وُقع اتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي كان يسير في هذا الاتجاه.
إن هذا الأمر ليس مفاجئا، لأن صفقة القرن التي طرحها ترامب في ولايته الأولى، كانت تتضمن ضمّ المستعمرات الاستيطانية الإسرائيلية، بما فيها مناطق واسعة مما تسمى منطقة ج من الضفة الغربية، كما أن تحضيرات نتنياهو العسكرية لإبقاء احتلال قطاع غزّة ليس مفاجئا، فمنذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية وهو يخطط لإطالة أمد الحرب حتى انتخاب ترامب مجددا، للدفع بخطط تصفية القضية والحقوق الفلسطينية بالإبادة، والاستيطان، والتطبيع والضم والتهويد.
والآن مع قدوم إدارة ترامب، بعناصرها المتطرّفة، والتي يفوق تطرّف تصريحات بعض أركانها، مثل السفير الأميركي المرشح في إسرائيل، مايك هاكابي، ووزير الخارجية المقترح، ماركو روبيو، تصريحات نتنياهو وسموتريتش اللذين يعتقدان أن الظرف صار مهيأ لتنفيذ حلم الحركة الصهيونية بتهويد كل فلسطين.
تصريحات هاكابي الذي قال إنه لا وجود للفلسطينيين، وإنهم كيانٌ مخترع “لسلب أرض إسرائيل”، والذي قال إنه لا وجود للضفة الغربية، بل هي يهودا والسامرة، وإن المستعمرات غير الشرعية هي مدن وبلدات إسرائيلية، تعني شيئا واحدا، أنه لا وجود للقانون الدولي، ولا وجود للقانون الإنساني الدولي، ولا قيمة لقرارات الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية. وبالتالي، يعيش العالم حسب شريعة الغاب، ومن يملك القوة يستطيع أن يفعل ما يشاء.
إذن، وبعد العد التنازلي لضم الضفة الغربية، وتصاعد عملية التطهير العرقي في قطاع غزّة، ما المطلوب فلسطينيا وعربيا واسلاميا؟… ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار واحد، رفض الاستسلام لهذه المخططات، بتوحيد صفوفه في قيادة وطنية موحدة على برنامج يجند طاقات كل مكونات الشعب الفلسطيني أينما وجدت، فالمسألة أصبحت أن يكون أو لا يكون.
المطلوب فلسطينيا، أن يتوقف أي فصيل بالتفكير لوحده وتدمير شعبه تحت شعارات كاذبة، والتوحد تحت ألوان العلم الفلسطيني، هذه أول وأهم خطوة ينبغي على الفلسطينيين أن يتخذوها الآن الآن وليس غدا، حتى يستطيعوا القيام بما هو عليهم ومواجهة المخططات الإسرائيلية المخيفة.
أما على الصعيدين، العربي والإسلامي، فإنه لم يعد هناك مبرر للاستمرار في التطبيع مع إسرائيل، والانضمام إلى الدول التي تفرض العقوبات وتقاطع إسرائيل، ومعاملتها كما عومل نظام الأبارتهايد والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا.
ولم يعد باستطاعة أي دولة تجاهل الحقائق، أو الهروب من الخيار الحتمي، إما الوقوف إلى جانب الفاشية التي ترتكب أبشع جرائم الحرب، أو التصدّي لها ومناصرة حق الشعب الفلسطيني في الحرية والبقاء في وطنه وتقرير المصير، ولا يوجد حل وسط بين هذين الخيارين.
نعم، إن الشعب الفلسطيني يواجه اليوم التحدي والخطر الأكبر في تاريخهم كشعب، ولكنهم يعيشون، في الوقت نفسه، الوضوح الأكبر في حياتهم للظروف والمهام والتحديات التي تواجههم، بل لعلهم يحظون اليوم بالفرصة التاريخية الأكبر لخلاصهم، ولكن قبل كل ذلك عليهم التوحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بعد إصلاحها.