اخر الاخبار

خبراء يتحدثون عن ما بعد استشهاد السنوار

خلّف استشهاد الزعيم ومسؤول حركة “حماس”، يحيى السنوار، تساؤلات عديدة حول ردات الفعل والآثار المحتملة على الصعيد العملياتي للمقاومة وعلى المفاوضات.

ويعد الشهيد السنوار مهندس طوفان الأقصى و أبرز مخططيه ومنفذيه في غزة. وبينما أكدت، اليوم، الحركة في بيان لها، استشهاد مسؤولها الأول، وقالت إنَّ “استشهاد الأخ القائد يحيى السنوار وكلّ قادة ورموز الحركة الذين سبقوه على درب العزَّة والشهادة ومشروع التحرير والعودة، لن يزيد حركة حماس ومقاومتنا إلاّ قوَّة وصلابة وإصراراً على المضي في دربهم والوفاء لدمائهم وتضحياتهم”.

 ويرى الخبير الأمني اللبناني، والباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية، يحيى ملاعب، وهو ضابط متقاعد، إن: “بنية المقاومة عبارة عن فكرة أولا وليس أشخاصا، يتم تسليمها من جيل إلى جيل، وما يفعله العدو الإسرائيلي من قتل وإبادة جماعية، فإنه يربي أجيالا من المقاومة”.

 وأضاف: “صحيح أن المقاومة خسرت قائدا كبيرا كان يقاتل العدو وفي طليعة المشتبكين مع العدو” يتابع ملاعب، متوقعا أن تتأثر المقاومة بذلك في فترة قصيرة جدا، في انتظار تعيين قائد جديد.

 وبشأن التداعيات المحتملة على مستقبل المقاومة، يقول ملاعب أنه: “كلما امتلك العدو من تقنيات واغتال رجالات الصف الأول والثاني من حمس واختبأ وراء قتل القيادات بقتل المدنيين، ستستمر أكثر بالنظر إلى امتلاكها “غزة أخرى” في الأسفل عبارة عن متاهة من الأنفاق.

 وأكبر دليل على عدم انتصار العدو في غزة، يقول المتحدث، هو: “إسناد المقاومة من قبل عدة جبهات وأبرزها جنوب لبنان، فقال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، يوم 8 أكتوبر عندما يتوقف العدوان في غزة، سنقوم نحن بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان”.

 وأشار المتحدث إلى أن: “المقاومة لا تزال تمتلك من أسباب صمودها، من حيث السلاح والرجال واحتفاظها بالأسرى والقيام بالعمليات النوعية بعد عام من بداية العدوان”.

 ومن وجهة نظر تحليلية سياسية، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد الحكيم بوغرارة، في تصريح لـ””، أن: “المقاومة في فلسطين لديها عقيدة قسامية بامتياز، وضعها عز الدين القسًام عندما جاء من اللاذقية في سوريا بعد الحرب العالمية الثانية واستقراره في فلسطين واستشرافه لغزو الصهاينة للأراضي الفلسطينية”.

 وتجسدت العقيدة القسامية، وفق الجامعي، “عبر مجموعات المقاومة عبر ما سمي العصبة القسامية، التي ترتكز بدورها” على عدة معايير لتجنيد المقاومين، وفي مقدمتها الشباب الذين استشهد آباءهم وانتزعت أراضيهم الذين تلقوا اختبارات كبيرة لامتحان قدراتهم وقدرتهم على التحمل وآداء المسؤوليات”.

 كل ذلك، يتابع بوغرارة، “ورثته المقاومة عبر أجيال وأدى إلى تشكل بنية قوية للمقاومة”. وهذه المعطيات، في نظر المتحدث، استمرار المقاومة وشراستها وقدرتها على التحمل وثباتها، مشيرا إلى أن القيادات في حماس وكتائب عز الدين القسام تتمتع بالإيمان القوي والكثير من الروحيات والإيمان بفكرة التحرير، ما أعجز الكيان عن إطفاء جذوة المقاومة.

 واستدل بوغرارة بأن الكثير من الطروحات الغربية تقول إنه: “من المستحيل القضاء على فكرة المقاومة لدى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بالرغم من التركيز الإعلامي على الاغتيالات والحرب النفسية، من أجل إحباط معنويات القواعد”.

 ويتوقع بوغرارة، بناء على ما سبق، “زيادة شراسة المقاومة ومن إعطاء الدعم الكافي، كون الظروف النفسية لمن يفقد أسرته سيذهب ليقاتل والالتحاق بأهله”.

 وأضاف المتحدث، أن “القوة النفسية لدى المقاومين ترعب الكيان الصهيوني الذي عجز عن احتوائها وإخمادها” منبها إلى وجود نوع من القيادة الجماعية لدى المقاومة غير المعلنة وتمرس لإدارة الأزمات منح مناعة كبيرة لدى عناصرها مهما حدث من تثبيط للعزائم.

 قراءة مثقف صهيوني من جانب الكيان الصهيوني، اعتبر اغتيال السنوار بمثابة إنجاز كبير للقادة العسكريين والسياسيين على السواء، وتقديمه بمثابة ثمرة جهود كبيرة تبذل في سبيل استعادة الأسرى.

 في حين يرى الكاتب اليهودي جدعون ليفي أن “إسرائيل” ستستمر في “مواجهة نفس القضايا الأساسية” حول احتلالها وحصارها للأراضي الفلسطينية حتى بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار.

 وأشار الكاتب في صحيفة “هآرتس”، وفي تصريحات لشبكة “CNN” إن ” قتل السنوار لا يقتل المشكلة، ولا يقتل حتى حماس.. إنها تضعف حماس، لكننا ما زلنا نواجه نفس المشاكل أيضًا في الصباح التالي”.

 وأضاف الكاتب في تصريحاته التي نقلها موقع الشبكة في نسخته العربية : “خزانة إسرائيل مليئة بجثث القادة والزعماء والسياسيين، الفلسطينيين والعرب، الذين اغتالتهم إسرائيل على مر السنين وتم تعريف كل تلك الاغتيالات بالفعل على أنها انتصارات ضخمة، وبحلول نهاية اليوم، ستواجه نفس القضايا الأساسية، ونفس المشكلات التي لم يتم حلها أبدًا”.

وتابع ليفي إن العقبة الرئيسية أمام السلام هي: “الاحتلال والحصار والفصل العنصري” في الأراضي الفلسطينية، وهي “عقبات حقيقية” ليست إسرائيل مستعدة لمواجهتها.” وردا على سؤال عما إذا كان مقتل السنوار سيدفع “حماس” للسعي للانتقام، قال ليفي إن “حماس” هي حاليا “منظمة تنزف.. لا أعلم ما إذا كانت ستتمكن من التعافي أم لا، والسؤال هو: من سيحل محل حماس؟” يتساءل الكاتب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *